languageFrançais

جسمك ليس خزّانا للماء.. تجنّب هذا الخطأ الشائع بعد الإفطار!

جسمك ليس خزّانا للماء.. تجنّب هذا الخطأ الشائع بعد الإفطار!

بعد ساعات الصيام، يكون شرب الماء أوّل ما يبحث عنه الصائم عند الإفطار، فهو العنصر الأساسي الذي يُساعد على استعادة توازن الجسم. لكن يقع البعض في خطأ شائع وهو شرب كميات كبيرة دفعة واحدة، سواء عند الإفطار أو خلال السحور، معتقدين أنّ الجسم يمكنه تخزين الماء لفترة طويلة. 

فهل يستطيع جسمنا حقّا تخزين الماء؟ وهل هذه العادة صحية أم أنّها تسبب مشاكل للجهاز الهضمي والوظائف الحيوية؟..

أخطاء شائعة تجنّبها..

على الرغم من أنّ نسبة المياه تتراوح في الجسم ما بين 50 و75%، موزّعة على جميع الأعضاء الحيوية، إلاّ أنّه لا يستطيع تخزين المزيد بشكل غير خلوي، حيث يقوم بالتخلّص من النسبة الزائدة عن حاجته عن طريق البول أو التعرق.

وهناك اعتقاد شائع يفيد بأنّ الجسم يستطيع تخزين المياه بداخله لفترة طويلة، الأمر الذي يدفع البعض إلى تناول كميات كبيرة من السوائل والماء في السحور، في محاولة منهم لتجنب الشعور بالعطش أثناء الصيام. لكن هل تعلم أنّه إذا زادت الكمية المستهلكة من الماء عن الاحتياج الطبيعي، خاصّة بعد الإفطار مباشرة، فمن الممكن أن يُسبّب لك ذلك أضرارا خطيرة منها:

مشاكل في الجهاز الهضمي؛ فشرب كميات كبيرة من الماء مباشرة عند الإفطار يشكل صدمة فجائية للمعدة الفارغة.

يزيد من فرصة الإصابة بالكبد الدهني.

عسر وسوء في الهضم والانتفاخ كما يعمل على توسيع حجم المعدة.

الصداع وتشنج العضلات وارتفاع ضغط الدم وفقدان التركيز وضيق التنفس.

إضافة إلى ذلك، فإنّ تجمُّع السوائل في خلايا الدماغ قد يُسبّب الشعور بالصداع والغثيان، وفي أسوء الحالات قد يؤدي ذلك إلى الإصابة بالتسمم المائي.

فما هو التسمم المائي؟

تحتاج جميع الخلايا والأعضاء داخل جسم الإنسان إلى الماء لتقوم بمهامها بالشكل الصحيح. ومع ذلك، فإنه من الممكن أن يحدث ما يسمى بالتسمم المائي، وهي حالة نادرة الحدوث يصاب بها الشخص عند شرب كمية كبيرة من الماء بسرعة كبيرة وخلال وقت قصير، فيتعذر على الكلى طرد هذه الكميات الكبيرة من الماء عن طريق البول، فترتفع كمية الماء في الدم، مما يؤدي بالتالي إلى انخفاض مستوى الصوديوم، ومن ثم يبدأ الماء بالانتقال من الدم إلى الخلايا مسببًا تضخمها.

وعندما يحدث هذا لخلايا الدماغ يؤدي إلى تضخمها ويمكن أن يصبح هذا التورم خطيرًا عندما يحدث في الدماغ، مما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الجمجمة، مما قد يؤدي إلى أعراض تتراوح من الصداع النصفى والغثيان إلى النوبات والغيبوبة، وفي الحالات الشديدة، الموت.

وهناك نوعان رئيسيان للتسمم المائي وكلاهما يسبب خلل في مستويات الصوديوم في الدم، هما:

النوع الأول: التسمم المائي الذي يحدث نتيجة شرب الكثير من الماء خلال فترة زمنية قصيرة.

النوع الثاني: التسمم المائي الذي ينتج عن احتفاظ الجسم بالماء وعدم قدرته على التخلص منه بشكل صحيح، وتحدث هذه الحالة بسبب تناول بعض الأدوية أو بسبب إصابة الشخص بأمراض معينة.

اتبع هذه النصائح لتُحافظ على صحتكَ

لا بُدّ أن ننتبه في البداية إلى أنّ عدم شرب كمية كافية من الماء في وقت الإفطار قد يؤدي إلى:

الجفاف: وهو نقص الماء في الجسم، مما قد يؤدي إلى أعراض مثل الصداع، الدوخة، الإمساك، التعب، وارتفاع ضغط الدم.

حصوات الكلى: يمكن أن يؤدي نقص الماء إلى تراكم الأملاح في الكلى، مما قد يؤدي إلى تكوين حصوات.

إرهاق العضلات: يمكن أن يؤدي نقص الماء إلى نقص العناصر الغذائية في العضلات، مما قد يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق.

جفاف البشرة: يمكن أن يؤدي نقص الماء إلى جفاف البشرة وفقدانها للحيوية.

 

وتختلف كمية المياه التي يحتاج إليها الجسم من شخص إلى آخر، حسب الوزن والعمر والجنس، وباختلاف العمليات الحيوية، مثل التمثيل الغذائي ومستويات الطاقة في الجسم، إلاّ أنّ الأطباء ينصحون بتناول من 2.5 إلى 3 لتر من الماء، بشرط أن يتم توزيعهم على الفترة ما بين الإفطار والسحور، كما أشرنا إليه سابقا.

لا تشرب كمية كبيرة من الماء دفعة واحدة بعد الإفطار أو قبل السحور: يُنصح بشرب كميات كافية من الماء مقسمة في الفترة بين الفطور والسحور.

عند الإفطار، تناول كوبا أو كوبين من الماء الفاتر، وليس البارد جدًا، حتى لا تتسبب في صدمة للجهاز الهضمي.

تجنب المشروبات الغازية أو العصائر المحلاة لأنها قد تسبب العطش لاحقًا.

تجنب الإفراط في تناول الأطعمة المالحة والحارة في وجبة الإفطار، لأن مثل هذه الأطعمة قد تسبب العطش.

تذكّر أنّ المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة لا تلبي احتياجاتك من الماء.

سواء كنت في المنزل أو خارجه، احتفظ بزجاجة ماء بجانبك لتذكير نفسك بشرب الماء بشكل منتظم.

ابدأ إفطارك بتناول ثلاث حبات من التمر. فالتمرُ مصدز ممتاز للألياف. وتناول في وجبة الإفطار كثيرًا من الخضروات لتزود جسمك بالفيتامينات والمغذيات.

طبقا لذلك، من المهم أن نُدرك أنّ جسمنا لا يعمل كـ 'خزّان للماء'، وشرب كميات مفرطة دفعة واحدة بعد الإفطار أو خلال السحور لن يعود بالفائدة المرجوة. بل إنّ تنظيم شرب السوائل وتوزيعها على مدار الفترة بين الإفطار والسحور يُساعدكَ في تحسين الهضم والحفاظ على الترطيب اللازم للجسم خلال رمضان.

* أمل مناعي

share