هرمون السعادة.. كيف نحفّزه؟
الفرح الغامر والحماس والإحساس بالسعادة، هي مشاعر مسؤول عنها هرمون الدوبامين، أحد النواقل العصبية في الدماغ، الذي يلعب دوراً أساسياً في الشعور بالسعادة والتحفيز.
'هرمون المكافأة'، هكذا يعرّفه بعض الأطباء والخبراء، ويعد الدوبامين ناقلاً عصبياً مسؤولاً عن مركز السعادة في الجسم، ويتم إفرازه عندما يمر الإنسان بمواقف ممتعة مثل الشعور بالحب. لذلك، فإنّ قضاء الوقت مع أشخاص تجمعهم علاقة محبة مع الشخص المصاب بنقص الدوبامين والمصابين بتقلبات المزاج، يساعد في تحسين مزاجهم بشكل فوري.
ما هو هرمون الدوبامين؟
الدوبامين مادة كيميائية يُفرزها الدماغ، تعمل كناقل عصبي يساعد في نقل الإشارات بين الخلايا العصبية، ويلعب هذا الهرمون دوراً حيوياً في العديد من الوظائف، مثل الشعور بالمكافأة والتحفيز، حيث يرتبط بإحساس الإنجاز والسعادة عند تحقيق الأهداف.
كما يرتبط بتنظيم المزاج، فهو يؤثر على مشاعر الفرح والرضا، كذلك تعزيز التركيز والانتباه، اعتبارا لأنه يساعد في تحسين الأداء العقلي والإدراكي.
ولهذا الهرمون دور في تحفيز النشاط الحركي، وله دور في التحكم بالحركة والتنسيق.
فعندما يكون مستوى الدوبامين منخفضاً، قد يشعر الشخص بالخمول، والاكتئاب، وقلة الدافع، بينما ارتفاعه بمستويات صحية يعزز الإبداع، والطاقة الإيجابية، والإنتاجية.

كم عدد أنواع الهرمونات التي تؤثر على السعادة؟
على الرغم من أنّ هرمون السعادة يُنظر إليه على أنّه هرمون واحد، إلا أنّ هناك 4 أنواع من الهرمونات التي تؤثر على السعادة وهي كالآتي:
الإندورفين: وهو أحد هرمونات السعادة، يرتبط مباشرة بوظيفة المكافأة في الدماغ، عادةً ما يُفرز هرمون الإندورفين في الدم بعد القيام بوظائف مجزية مثل الأكل أو الشرب أو ممارسة الرياضة. ويعتبر مسكن الألم المعتاد في الجسم ويتم التعرف عليه بعد أي حالة ألم أو مرض.
السيروتونين: يُطلق عليه أيضا هرمون السعادة، وغالباً ما يتم الخلط بين هذا الهرمون والإندورفين. والسبب هو أن كلا الهرمونين له تأثير مباشر على مستويات الطاقة والسعادة. لا يعمل السيروتونين على تنظيم المزاج فحسب، بل يساهم أيضاً في النوم المريح وهضم الطعام بسهولة.
الدوبامين: يرتبط هذا الهرمون بمشاعر المتعة والذاكرة ومستوى التعلم والأنظمة الحركية الأخرى في الجسم، ويساهم هرمون الدوبامين، المعروف أيضا باسم هرمون "الشعور بالصحة"، في جعلك تشعر بالسعادة بسرعة من خلال زيادة مزاجك بشكل مفاجئ.
الأوكسيتوسين: يُطلق على هرمون الأوكسيتوسين أيضا إسم "هرمون الحب"، هذا الهرمون فعال في إنشاء رابطة قوية بين الأسرة والطفل منذ لحظة الولادة، كما أنه يفرز أثناء العناق أو التقبيل ويدعم زيادة الثقة والحب في العلاقة.
من منّا لا يريد عيش لحظات السعادة والفرحة إليكم إذن بعض النصائح لتحفيز إنتاج هذا الهرمون الطبيعي في أجسامنا؟.. سؤال حملته "سيّدتي"، لمناسبة اليوم العالمي للسعادة، إلى اختصاصية علم النفس فانيسا حداد، وعادت بالإجابة الآتية.
كيف نُحفز إنتاج الدوبامين بشكل طبيعي؟
يحدث إفراز هرمون السعادة بشكل أكبر، خاصة في المساء، ويزداد أيضًا إذا أظهر الدماغ أي مجهود، في الأنشطة الرياضية التي لها خاصية تنشيط المخ والجسم معًا، فأنشطة الجري والسباحة فعالة في إفراز هرمون السعادة.
الخروج من المنزل: الخروج من المنزل فعال للغاية للحصول على الكثير من الأكسجين والاستفادة من أشعة الشمس، ووفقًا للأبحاث، فإن الاستفادة من ضوء الشمس يؤدي إلى زيادة هرمونات السيروتونين والإندورفين في الجسم، لذلك، فإن المشي بانتظام كل يوم يمكن أن يكون فعالاً.

ممارسة الرياضة: بالإضافة إلى الفوائد الجسدية لصحة الإنسان، فإن التمارين الرياضية مفيدة جداً للمزاج أيضاً إذ تزيد ممارسة الرياضة بانتظام من مستويات الهرمونات في الجسم، لذلك، يمكن أن تكون ممارسة الرياضة خيارا جيدا لزيادة هرمونات السعادة.
الضحك: الضحك فعال جدا في زيادة مستويات الهرمونات، فالانغماس في التفكير الجيد في جميع الأوقات ومحاولة رؤية الجانب المضحك من المواقف، يزيد من مستويات هرمون السعادة.
الاستماع إلى الموسيقى: الاستماع إلى الموسيقى أو التعامل مع الموسيقى فعال جداً في زيادة هرمونات السعادة. فالاستماع إلى موسيقى الآلات الموسيقية على وجه الخصوص يريح الدماغ ويزيد من مستوى الدوبامين المفرز
تناول الطعام اللذيذ والحلويات: لدى البعض تزيد متعة تناول شيء لذيذ من إفراز هرمونات السعادة في الجسم، كالشلاطة الداكنة التي تحتوي على مركّبات تساعد في تحفيز إفراز الدوبامين، بالإضافة إلى ذلك تمثل الأطعمة الغنية بالبروتينات: مثل البيض، واللحوم، والأسماك، مصدرا لهرمون السعادة.
النوم الجيّد: يعد النوم العميق والمنتظم من أهم العوامل للحفاظ على مستويات متوازنة من الدوبامين، فقلة النوم تقلل من مستقبلات الدوبامين في الدماغ، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب وقلة التركيز ومن الأفضل الحصول على 7-9 ساعات من النوم يومياً، لضمان راحة الدماغ وتحفيز إنتاج الهرمون.
التعرض لأشعة الشمس: يساعد التعرض لأشعة الشمس على زيادة مستويات الدوبامين، حيث يحفز فيتامين دي D، إنتاج هذا الهرمون. ومن المفضل قضاء 15-30 دقيقة يومياً في الشمس، خاصة في الصباح، لتعزيز الصحة النفسية.

السعادة.. طموح الجميع والشعور المنشود
في الختام السعادة، هي طموح الجميع والشعور المنشود، فلا أحد يكره أو يرفض أن تنتهي أي خطوة أو قرار يتخذه في حياته بالنجاح وبالتالي الشعور بالسعادة.
كل واحد فينا ينظر إلى هذا الشعور من زاوية مختلفة، فيختلف مفهوم السعادة بدوره، لكنه شعور نشترك فيه جميعا، فهو متاح للجميع والاحساس به في يدك وحدك.
يرى البعض أنّ السعادة تكمن في المال والآخر يراها تكمن في العائلة والأحبة، بينما تمثل السعادة لبعض الناس في النجاح وتحقيق الأحلام، فطباع الناس تتغير وتوجهاتهم أيضا، فضلا عن اختلاف الأطوار الزمنية وظروفهم وأحوالهم، ولكل طور زمني أو مرحلة عمرية أفقها الخاص، فالسعادة للطفل تختلف عن مفهوم السعادة للمراهق أو الشاب وما يمثله هذا الشعور للكهل يختلف عما يمثله للشيخ.
وفي النهاية وبشكل عام فإنّ السعادة هي شعور نسبي يختلف باختلاف قدرات الفرد وإمكاناته ودوافعه وظروفه، إلّا أنّها شعور مشترك بين الناس يعود عليهم بالخير والمنفعة.
أميرة عكرمي