languageFrançais

كيف تحمي طفلك من التفكير في الانتحار؟

كيف تحمي طفلك من التفكير في الانتحار؟

كشف الدكتور في علم النفس محزر بوزيان، في تصريح لموزاييك، اليوم الثلاثاء 4 فيفري 2025، عن تراجع معدلات الانتحار، لدى الأطفال، بأكثر من 50%، وتراجع معدلات النكوص بأكثر من 80% (العودة لمحاولات الانتحار بعد المحاولة الأولى)، بعد تركيز 13 ورشة "أرنو شتيرن" في عدد من معاهد الجمهورية، ضمن بحثه العلمي لنيل شهادة الدكتوراه.

واعتمد بوزيان في بحثه، مقاربة "أرنو شتيرن" التي تركز على الوسيط الفني كمقاربة علاجية للانتحار ومحاولة الانتحار، مشدّدا في السياق ذاته على أنّ "طفلا يبدع، أيّ يكتب أو يرسم أو غيرها، لا يمكن أن يحاول الانتحار".

وأوضح المختصّ في علم النفس أنّ الورشات خَلقت "منطقة آمنة للأطفال، خالية من كل الضغوطات، وخصوصا غير قابلة للتقييم، مشبها هذه المساحة برحم الأم".

وتتلخص مقاربة "أرنو شتيرن" في معالجة صورة الموت غير الحقيقة التي يكتشفها الطفل بعد بلوغ الضغط النفسي الحدود القصوى عنده، وفق الخبير في علم النفس محرز بوزيان.

وتتشكل صورة الموت لدى الطفل دون الـ 12 سنة، على كونها تحتفظ بنفس محاسن الحياة، فيما يكتسب الصورة الحقيقية والمعنى الواضح لها، وخصوصا بأنها حدث لا رجعة فيه، في سن الـ 12 سنة، حسب الدكتور بوزيان.

وأشار الإخصائي في علم النفس إلى أنّ "الضغط النفسي الوجداني على الطفل الذي يتجاوز 12 سنة المقبل على الانتحار، يفتت الصورة الذهنية للموت، ويُعيدها إلى صورة ما  قبل 12 سنة (صورة الموت الذي يحتفظ بمحاسن الحياة)، وهو ما يتسبب في انتحاره أو إقدامه على محاولة الانتحار".

وشدّد محرز بوزيان على أنّ تصحيح صورة الموت كفيل بالقضاء على الانتحار لدى المراهقين، لافتا في حديثه عن أهمية الوسيط الفني لمعالجة السلوك الانتحاري ولسد الفراغ، عامة، إلى أن أي قرار في هذا السياق ناجم عن "فراغ حيني للفضاء الانتقالي".

وأوضح أن بحثه العلمي الذي شمل نماذج لأطفال من مختلف الشرائح، أثبت أنّ "قرار الانتحار لدى المراهق لا يخضع لمنطق غني وفقير، أو ناجح وفاشل، كما ذهب لذلك عدد من المختصّين في علم النفس، بل يعود لأسباب داخلية صرفة، عندما تتحول هذه العوامل الخارجية المعلومة إلى عوامل داخلية تولّد ضغطا نفسيا، وتنعكس على الصورة الذهنية للموت لدى المقبل على الانتحار".

برهان اليحياوي