languageFrançais

الوزن الزائد لدى الأطفال وارتباطه بالهاتف والتلفزيون.. كيف؟

الوزن الزائد لدى الأطفال وارتباطه بالهاتف والتلفزيون.. كيف؟

الهواتف الذكية والأطفال.. هذه المعضلة التي أصبحت المعاناة اليومية لأغلب الأولياء لا في تونس فقط بل في العالم! فإذا أصبح طفلك يُفضِّل اللعب بالهاتف الذكي، بدلا عن الخروج واللهو مع أصدقائه، وإذا أصبح هذا الجهاز بديلا له عن الألعاب اليدوية والجلوس مع العائلة، وبلغ به الأمر حدّ إهمال أداء واجباته المنزلية، فأنت للأسف من بينهم!

الهاتف الذكي.. هذه الأداة التي أصبحت أساسية وجزءا لا يتجزأ منّا ولا نستغني عنها، لإدارة حياتنا اليومية في البيت، في العمل، وفي الشارع، تصبح أصل الداء إذا تحوّلت إلى 'إدمان' وقد ربطت دراسات علمية عددية بين الاعتماد على الهاتف المحمول والسمنة لدى الأطفال، اعتبارا لأن العزلة تؤدي الى عدم الحركة.. فكيف ذلك؟

السمنة لدى الأطفال في تونس

في تونس مثلا، كشفت دراسة وطنية حول تغذية الاطفال ارتفاع نسبة السمنة لدى الأطفال ونقص فادح في تناول الاغذية الطبيعية، وضعف ممارسة النشاط البدني مرتبط بارتفاع مشاهدة الوسائل المرئية وعدم اتباع تغذية صحية متوازنة لدى الاطفال.

وشملت الدراسة، التي اعدتها الوكالة الوطنية للرقابة الصحية والبيئية للمنتجات في 2021، عينة تتكون من 1042 ذكور و900 إناث من الشريحة العمرية تتراوح من سنتين إلى 10 سنوات مع معدل عمر بست سنوات تتوزع على 24 ولاية.

ومثلت نسبة البدانة لدى الأطفال 21 بالمائة مع زيادة في الوزن بنسبة 13.7 بالمائة من مجموع الأطفال الذين شملتهم الدراسة. وترتفع هذه النسب لتبلغ 50 بالمائة في سن 10 سنوات. وتمس هذه الظاهرة جهة الوسط الشرقي للبلاد بصفة ملحوظة بنسبة 47.1 بالمائة من أطفال الجهة.

كما كشفت الدراسة عن ارتفاع نسبة مشاهدة الأطفال للوسائل المرئية كالتلفاز والحاسوب والهواتف الذكية وغيرها حيث يمضي الأطفال في تونس نحو 140 دقيقة يوميا في المشاهدة خلال أيام الأسبوع و190 دقيقة في أيام الراحة.

وتحتل مشاهدة التلفاز لدى الأطفال خلال تناول الغذاء مساحة هامة بنسبة تصل إلى 41 بالمائة.

وبالنسبة إلى النشاط البدني لدى الأطفال بينت الدراسة أن 565 طفلا فقط من مجموع العينة أي نحو 30 بالمائة منهم يمارسون الرياضة مع وجود أسبقية لدى الذكور، بينما لا يتبع أغلب الأطفال سلوكا روتينيا للممارسة النشاط البدني وهو ما له تبعات سلبية على صحتهم.

ورغم التوجهات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بضرورة ممارسة النشاط البدني لمدة 60 دقيقة على الأقل في اليوم، فإن هذه المدة لا تتجاوز 60 دقيقة في الأسبوع لدى الأطفال، وفق الدراسة.

 

 

الأطفال الذين يشاهدون الأجهزة أثناء تناول الطعام أكثر عرضة لزيادة الوزن

دراسة برتغالية حديثة، بيّنت أن الأطفال الذين يستخدمون الهواتف الذكية أو يشاهدون التلفزيون أثناء تناولهم لوجباتهم الغذائية، هم أكثر عرضة لزيادة الوزن.

ووفق الباحثين في جامعة "مينهو" البرتغالية، فإن انشغال الأطفال بالشاشات أثناء تناولهم للطعام، يحول دون إدراكهم أنهم شبعوا.

وقال الباحثون، إن الأطفال الذين سمح لهم باستخدام الأجهزة الذكية أو مشاهدة التلفزيون أثناء تناول الطعام، كانوا أكثر عرضة بنسبة 15 في المئة لزيادة الوزن مقارنة بأولئك الذين لم يسمح لهم بذلك.

وقام فريق من الجامعة بدراسة عادات الأكل لدى 735 طفلا، تتراوح أعمارهم بين 6 و10 أعوام، وسألوا كل طفل عن الأطعمة التي تناولوها خلال الـ 24 ساعة الماضية، وسألوا الآباء عن قواعدهم حول استخدام الشاشات في أوقات الوجبات.

 

 

وعرض الباحثون في المؤتمر الأوروبي للسمنة الذي انعقد في البندقية، يوم السبت، النتائج التي توصلوا إليها، مشيرين إلى أنه من المرجح أن تكون أقل من الواقع لأن بعض الآباء ربما لم يعترفوا بالسماح لأطفالهم باستخدام الشاشات في وجبات الإفطار والغداء والعشاء.

وقالت الدكتورة آنا دوارتي، كبيرة الباحثين: "عندما يأكل الأطفال ويشاهدون شيئا ما على التلفزيون أو الهاتف المحمول، فإنهم يستمرون في تناول الطعام لأن الشاشات تشتت انتباههم".

من جانبه، قال تام فراي، المؤسس المشارك لمؤسسة نمو الطفل: "بات الأطفال البدناء يصابون بأمراض مثل السكري الذي كان يصيب البالغين فقط. من الواضح أن ترك الأطفال يأكلون دون وعي أمام التلفزيون يضر بصحتهم. ومن المؤسف أن هذا أصبح أسلوب حياة للعديد من العائلات"، حسبما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
 

الكلمات المفاتيح :أطفالالسمنةالوزن الزائد