languageFrançais

عبد الكبير: بن قردان قدّمت درسا للعالم لكن بقيت مهمشة

في الذكرى السادسة لملحمة بن قردان تحدّث مصطفى عبد الكبير الناشط في المجتمع المدني عن تفاصيل الواقعة وما تحقق للجهة من جملة الوعود الحكومية.

وقال إنّ ما حدث يوم 7 مارس 2016 لم يكن أمرا عاديا "فان يدخل عدد كبير من الإرهابيين مدينة تونسية وينزعون الراية الوطنية لوضع علم داعش ويتوزعون حاملين السلاح لاحتلال مدينة لا يمكن نسيانه أو تجاهله بسرعة".

وتابع "المسألة كانت حربا في بن قردان إلى أن سيطرت القوى الوطنية الحاملة للسلاح على الوضع وأعادت الراية الوطنية.. ومهما مرت السنوات فلن تُكشف كل الحقائق لهذا نطالب بأن لا يغلق الملف بمجرد صدور أحكام بالإعدام في حقّ إرهابيا منهم".

 

7 مارس يوما وطنيا لمقاومة الإرهاب؟

وشدّد على ضرورة تتبع الـ96 إرهابيا الذين دخلوا مدينة بن قردان لتحويلها إلى إمارة داعش والعديد منهم مازالوا في حالة فرار، مطالبا بجعل يوم 7 مارس يوما وطنيا لمقاومة الإرهاب.

وشدّد مصطفى عبد الكبير على أن بن قردان ورغم ما عاشته مازالت تعيش التهميش وكل الوعود بقيت حبرا على ورق، ولم يقع استخلاص الدرس مما حدث "وهي على غرار بقية المدن الحدودية عرضة لعصابات الاتجار بالبشر والمخدرات التي تنشط في هذه المناطق" حسب تعبيره.

 

الفكر التكفيري خطر مازال يتهددنا

وتابع "بعد كل هذه السنوات مازال الفكر التكفيري يتهدد سكان عدة مناطق في الجنوب لهذا على الدولة أن  تضع إستراتجية واضحة في المناطق الداخلية والحدودية لإنقاذ الشباب ومنعهم من الانسياق وراء هذا المدّ".

وأشار عبد الكبير إلى أن بن قردان وكل مدن الجنوب التونسي قدّم للعالم سنة 2011 درسا في كيفية استقبال اللاجئين "ومخيم الشوشة أكبر دليل على كيفية تعامل التونسيين مع اللاجئين الذين استقبلوهم في منازلهم وأحسنوا معاملتهم.. وفي 2016 تصدّت المدينة لخطر الإرهاب بحاضنة شعبية وحافظت على الأمن العام".

وشدّد على أن الدولة كانت مطالبة باستغلال النجاح الذي حققته بن قردان والتسويق له عالميا للحصول على أموال وإقامة مشاريع في المنطقة.

 

بن قردان كسرت المدّ الداعشي

من جانبه  اعتبر رافع الطبيب الأستاذ الجامعي والباحث في الشؤون الجيوسياسية أنّ ما حدث في بن قردان سنة 2016 كسر المد الداعشي الذي طرح نفسه كبديل مجالي للدولة. 

وبيّن أن الإرهابيين الذين حاولوا الإستيلاء على بن قردان كانوا في سرت ثم انتشروا بين الجنوب الشرقي والمنطقة الوسطى ومجموعة منهم تنقلت إلى سبراطة ثم قرروا الدخول لبن قردان وكانوا يعتبرونها حاضنة كبرى لفكرهم ويعتقدون أن المواطنين سيلتحمون بهم بمجرد دخولهم لكنهم صدموا بالتحام الشعب بالجيش وتصديهم لهم وما كانوا يعتقدونه ظهر أن لا أساس له من الصحة".