وجيه ذكار: طبيب الاستعجالي يشخص 300 مريض يوميا ويعمل 100 ساعة أسبوعيًا
قال رئيس المنظمة التونسية للأطباء الشبان، وجيه ذكار، في برنامج ''ميدي شو''، اليوم الأربعاء، إنّ الطبيب في تونس بعد 11 سنة دراسة، يُخصّص عاما كخدمة مدنية إجبارية بين وزارتيْ الدفاع والصحة، يتلقى مقابلها أجرا قدره 1200 دينار، ليقوم بعدها بالاختيار بين مواصلة العمل في المستشفى بأجر 2500 دينار أو كأستاذ جامعي بأجر قيمته بين 3000 و3500، أو التوجّه نحو القطاع الخاص والهجرة.
وبيّن أنّ 50 بالمائة من الأطباء العاملين في المستشفيات العمومية غير راضين على ظروف العمل و93 بالمائة غير راضين على الأجور التي يرون أنّها لا تتناسب مع القيمة العلمية للطبيب.
وقال: ''سنويا يتخرج 35 طبيبا في طب الاستعجالي في تونس، لكن في السنة الحالية تخرج 10 أطباء فقط، وكان عدد الأطباء المهاجرين في 2010 يقدّر بـ266 طبيبا، ليرتفع في 2023 إلى 1590 طبيب، وهذه الأرقام خير دليل على تأزم الوضعية ''.
تونس تنتج أطباء لكن لا تستطيع المحافظة عليهم
ويرى ضيف "ميدي شو" أنّ إغراءات القطاع الخاص والعمل في الخارج التي لا تقاوم، يقابلها ''للأسف'' انعدام محاولات المحافظة على أطباء في تونس، ما يفسر النزيف الحاد لهجرة الأطباء نحو البلدان الأوروبية وحتى بلدان الجوار''، وقال: ''تونس تنتج أطباء صحيح لكن لا تستطيع المحافظة عليهم''.
كما تحدث رئيس المنظمة التونسية للأطباء الشبان، عن الوضعية الكارثية لأغلب المستشفيات العمومية التي تعيش حالة انهيار، من اكتظاظ وأقسام مغلقة، وأخرى آيلة للسقوط، وصولا إلى النقص في إطار الطبي وشبه الطبي.
الطبيب في قسم الاستعجالي يشخصّ 300 مريض في اليوم
أما عن وضعية الأطباء، لفت وجيه ذكار، إلى أن الطبيب في قسم الاستعجالي يشخصّ 300 مريض في اليوم، ويعمل 100 ساعة في الأسبوع، وسط ظروف صعبة وعدم توفر أغلب التجهيزات وغياب الحماية، حيث بلغ الأمر حدّ تسجيل حالات اعتداء يومية على الأطباء في المستشفيات.
وتابع: ''يعتبر عدم خلاص ساعات الاستمرار من بين المشاكل التي يواجهها الطبيب في تونس، فضلا عن أنّ أجر ساعة الاستمرار الواحدة نهارا يقدر بدينار مليم و3 دنانير وهو مطالب تأمين 24 ساعة استمرار ليلا، ما يعادل أجر 900 دينار في 3 أشهر 900 في صورة تمّ الخلاص''.
ذكر أنّ 100 طبيب تونسي في المانيا درسوا وتربصوا في تونس وجّهوا رسالة لرئيس الجمهورية أبدوا فيها رغبتهم العودة إلى تونس والعمل في مستشفياتها العمومية شرط الغاء قانون المعادلة.
كما تحدّث عن نتائج الدراسة التي أعدّها المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية في مارس 2024 حول هجرة مهنيّي الصحّة، والتي أظهرت أن غالبية الأطباء المقيمين (78%) أبدوا استعدادهم للعودة إلى تونس إذا توفرت بيئة عمل ملائمة ومحفزة مالياً بناءً على الأداء وجودة الخدمات.