عم البرني.. من حياة داخل حفرة إلى رحاب الكعبة الشريفة
بعد أن قضى 30 سنة من حياته في ظلمات مغارة تخشاها الوحوش والزواحف، أنصفت الحياة قليلا عم البرني وأعطته شيءً من الكرامة، لترتسم أخيرا على وجهه الذي كسته التجاعيد، إبتسامة رضا.
لم يكتف معتمد تستور محمد الهادي الزايري بانتشال الشيخ من مغارة بجبل" كشتليو" بتستور من ولاية باجة إلى مركز رعاية المسنين بالجهة، والمسارعة باجراء الفحوص الطبية والبحوث الاجتماعية الضرورية بشأنه، وذلك بعد إعلامه بوضعية المسنّ من طرف مركز الأمن بالجهة. فها أن عم البرني اليوم ينطلق نحو البقاع المقدسة حتى يؤدي مراسم الحج، وذلك "بمجهودات المعتمد محمد الهادي الزايري الخاصة" وفق ما دوّنه عبر صفحته على فايسبوك.
وظهر عم البرني في صوره الجديدة بلباس الإحرام بملامح مختلفة ووجه وضاح ومشاعر الرضا والسعادة بادية عليه.. وعم البرني في الـ62 من عمره وهو في كامل مداركه العقلية، وكان قد قد روى أنه عاش في تلك المغارة الموحشة منذ 30 سنة وأنّه دون اهل وعمل قار حيث أن مورد رزقه الوحيد هو بيع الأعشاب الجبلية من الزعتر والإكليل على قارعة الطريق...
حجا مبرورا وسعيا مشكورا عم البرني.. وعسى أن تغفر لهذا الوطن ما فعله بك.