languageFrançais

تقديم دراسة حول سبل تطوير تعليم الكفيف في العالم العربي

قدّم الأستاذ بالجامعة التونسية وليد الزيدي، الاثنين، دراسة تأطيرية وتوجيهية للمؤتمر الريادي الأول حول سبل تطوير تعليم الكفيف في العالم العربيّ وإنماء سياسات النهوض به.

وقال في تصريح لموزاييك، إنّه من أوكد السياسات التي تضمن للكفيف حقوقه وتحقّق نجاعةَ اختياراته واندماجه في المجتمع العمل على رصد احتياجاته في مجالات التربية والتعليم وتسجيل مطالبه وانتظاراته، ودراسة التشريعات والمواثيق والإجراءات الضامنة للنجاعة والمحققة للعدالة.

وأكّد كذلك على أن يكون للكفيف الحقّ الكامل في الإحاطة النفسيّة الشاملة والرعاية العاطفيّة التي تهيّئه للتمدرس، على النحو السليم، وذلك بالاستفادة ممّا تخوّله العلوم التربويّة والتربية المختصّة وعلوم البيداغوجيا والتعلّميّة والعلوم النفسيّة من نظريّات ورؤى، التي تُراعى في تربية الكفيف وتنشئته، وإحكام بناء شخصيّته وفي التواصل به وتدريبه على التكيّف مع بيئته ووسطه الطبيعيّ والاجتماعيّ في غير شعور بالنقص والتمييز والضعف والقصور، وتأهيله لما ينتظره من واجبات حسب تعبيره.

ودعا إلى ضرورة الإعداد النفسيّ والحركيّ خارج أطر التدريس أيّ في أطر الحياة المدرسيّة الداعمة كالورشات والنوادي ومناشط الحياة الاجتماعيّة، مؤكّدا على مسألة تشجيع الدمج المدرسيّ في المرحلة الابتدائيّة لينتفع الكفيف من كلّ برامج التأهيل والرعاية الوجدانيّة والنفسيّة ويكتسب المهارات الحسيّة والحركيّة اللازمة لاندماجه.

وشدّد المتحدث على ضرورة العمل على تطوير الفضاء المدرسيّ للكفيف وتنمية مشاريع التطويع في الأوساط ومجالات الحركة والتنقّل، وذلك بالتفكير في تطوير الأمثلة الهندسيّة لمؤسّسات تعليم الكفيف، وتطويع التجارب الفيزيائيّة والتصميميّة والخرائط وسائر العلوم التي يحقّ للكفيف أن يأخذ منها بنصيب.

وبيّن صاحب الدراسة أنّه للكفيف الحقّ في أن ينفذ إلى المعلومة، ويطّلع على مصادر المعرفة والثقافة، في إطار بحوثه العلميّة ودروسه وتكوينه، وفي إطار تحصيل الثقافة الموسوعيّة وإغناء رصيده المعرفيّ في استقلال عن الآخر ودون تعويل عليه.

وتحدّث عن حقّ الكفيف بتأمين مستقبله بالحصول علي الأمن الاجتماعي والاقتصادي وبتوفير فرص التدريب والتأهيل على مختلف الأعمال والمهن الملائمة لدرجة إعاقته وتأمين العمل المناسب الذي يتلاءم وقدراته واستعداداته.

وقال إنّه ينبغي العمل على إحياء طريقة برايل واستدامتها وتطوير نظامها وتعزيز حضورها وتعميمها، وإدماجها في التكنولوجيا بكلّ برامجها وتطبيقاتها، وتكريس تعليمها لكلّ كفيف ولكلّ من يتعامل مع الكفيف المتعلّم، وابتداع كلّ الأساليب الفنّيّة والتكنولوجيّة لتنميتها وتعصيرها مع ضرورة تطوير طبيعة المحامل التي تستَخْدَم لهذه الكتابة الخطّيّة النقطيّة، واستبدالها بالمحامل البلاستيكيّة أو المعدنيّة أو إتاحة البرايل الآليّ الرقميّ ووسائله المتطوّرة، وذلك لأنّها كتابة تبلَى وتضمحلّ إذا كانت مرقونة على الورق.

بشرى السلامي