المركز التونسي المتوسطي: الاستشارة الوطنية رفاه يحرم الفئات المهمشة..
أعلن اليوم أعضاء المركز التونسي المتوسطي عن نتائج مجموعات التركيز حول رؤية النساء في المناطق الريفية للاستشارة الوطنية.
وقد شملت هذه الاستشارة التي تم اجراؤها من 12 إلى 18 فيفري النساء في الأوساط الريفية والمهمشة يتجاوز سنهن ال 18 سنة وذلك في 7 مناطق هي تونس الكبرى وولايات سليانة وجندوبة والقصرين وقفصة وتوزر وتطاوين.
''البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ ولا نثق لا في الأحزاب ولا البرلمان''
وبينت النتائج أن المشاركات في حلقات النقاش اعتبرن ان البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ بسبب تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتفشي البطالة والهجرة اللانظامية في المجتمع.
كما تبين ان نسبة الثقة لديهن تجاه مؤسسة البرلمان منعدمة وهذه المؤسسة لا تمثل لهن سوى فضاء للصراعات والنزاعات بين أفراده ولم يستفد منها سوى النواب في قضاء مصالحهم الشخصية ومصالح المجموعات المحيطة بهم.
وكذلك الشأن بالنسبة للأحزاب السياسية فقد أكدت اغلب المشاركات أنه لا ثقة لهن في الأحزاب السياسية التي لم تقم بشيء ينفع المواطنين خلال السنوات الفارطة لكن اعتبرن وجودها ضروريا بوجوه جديدة قادرة على تقديم الافادة للمجتمع.
''على رئيس الجمهورية توفير الزيت والسميد والفرينة''..
أما عن رئاسة الجمهورية فقد أجمعت المشاركات عن ثقتهن في شخص رئيس الجمهورية إلا أن معظمهن يرين أنه لا توجد إنجازات ملموسة لهذه المؤسسة لكنهن طالبن ان تكون أولويات رئيس الجمهورية إصلاح التعليم وتوفير مواطن شغل وتوفير المواد الغذائية خاصة الزيت ،السميد والفرينة بالاضافة الى إصلاح قطاع الصحة وتحسين جودة الخدمات بالمستشفيات وتوفير الأدوية بها.
وفيما يتعلق برئاسة الحكومة فقد أعربت المشاركات عن رضاهن بوجود امرأة على رأس الحكومة من جهة وعن خوفهن من فشل هذه المرأة في مهمتها من جهة اخرى حيث أكدن أنه لا يوجد إلى حد الآن انجاز يمكن الحديث عنه لرئيسة الحكومة ومازلن ينتظرن منها عدة انجازات تحسن المستوى المعيشي في البلاد.
''الاستشارة الوطنية لا تعنينا وأولوياتنا الأكل والشغل والصحة''..
وعن تقييم الاستشارة الوطنية التي دعا إليها رئيس الجمهورية فقد أكد عدد محدود من المشاركات درايتهن بوجودها واعتبر الكثير من بين من تعلمن بوجود الاستشارة انها استفتاء شعبي وموضوعها هو نظام الحكم . كما لم تشارك أي امرأة في الاستشارة وعبر عدد محدود منهن أن لديهن نية المشاركة في الأيام المقبلة.
في مرحلة ثانية أعرب جل المشاركات انه يصعب عليهن الولوج للاستشارة والتعامل الالكتروني وان شبكة الهاتف غير متوفرة أو ضعيفة في اغلب المناطق وخلصن ان هذه الاستشارة موجهة لفئة معينة ولا ثقة لديهن بوصول أصواتهن لرئيس الجمهورية
أما عن تقييم مدى وضوح محتوى الاستشارة فلم تكن لدى جل المشاركات دراية بالمحاور المطروحة واعتبرن انه من المهم ان تتلخص هذه المحاور في التعليم والتشغيل والصحة واعتبرن الأسئلة السياسية والتقنية التي وردت بالاستشارة غامضة وصعبة الفهم.
''الحوار والتشريك هو الحل''..
وخلص المركز التونسي المتوسطي الى جملة من التوصيات على ضوء نتائج مجموعات التركيز أهمها تشريك المواطنين من خلال حوارات ونقاشات وطنية وجهوية لتفسير الأفكار والاختلافات يشارك فيها أطراف مختلفة.
كما يجب ان تكون المشاركة مدعومة بحراك مجتمعي وسياسي.
كما اعتبر المركز أن الاستشارة الوطنية أتت في وضع سياسي متشنج بالاضافة الى تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية مما انعكس على فاعلية مثل هذه الآليات ونجاعتها.
بشرى السلامي