السحور بركة وصحة.. لا تُهمل وجبتك الرئيسية الثانية خلال رمضان
يصدح صوت المسحراتي خلال شهر رمضان المعظّم، حاملا طبلته أو دفّه، متجوّلا بين الأزقة مع اقتراب الفجر، ليوقظ النائمين ويُنبههم إلى موعد السحور قبل أذان الفجر.
ويُبرهن هذا التقليد الرمضاني، الذي يعود إلى العصور القديمة حيث لم تكن الساعات أو المنبهات متوفرة، على أنّ السحور ليس مجرد وجبة، فهو حجز الأساس لصيام متوازن لما يقدّمه من بركة وفوائد صحية.
فكيف تُؤثّر وجبة السحور على صحة الجسم؟ وما هي العناصر الغذائية الأساسية التي يجب أن تحتوي عليها لدعم الجسم طوال اليوم؟..
السحور.. أساس لصيام صحي ومتوازن
يُعتبر السحور الوجبة الرئيسية الثانية، للصائم،ولا يقتصر فقط على فكرة سد الجوع، بل يؤكّد عدد من الأطباء على أنّ فوائدها لا تحصى، ومن أبرزها الحد من الشعور بالكسل والخمول وتعزيز طاقة الجسم، ومنع فقد الخلايا الأساسية للجسم، ومنع حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان، والمحافظة على مستوى السكر في الدم خلال فترة الصيام، والحماية من عدم القدرة على التركيز.
المسحراتي / صورة توضيحية

كما يرون أنّ السحور يعد بديلاً للإفطار خلال الأيام العادية، والذى يهيئ الجسم للصيام، كما يعد فرصة ليتناول أصحاب الأمراض المزمنة أدويتهم إذ ما رخص لهم الأطباء الصيام.
تَسَحَّرُوا؛ فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً - رسول الله صلى الله عليه وسلّم
ومن الفوائد المهمة لهذه الوجبة والتي يشير إليها الأطباء تنشيط الجهاز الهضمي وحمايته من الاضطرابات الهضمية، والوقاية من الإصابة بالإمساك أو الإسهال والحفاظ على انتظام الحركة الدودية للأمعاء، كما تعد هذه الوجبة أحد الإجراءات الوقائية الفعالة جداً التي تحمى الجسم من زيادة الوزن، إذ أن المداومة على تناول وجبة السحور بانتظام يرفع معدلات الأيض والتمثيل الغذائي، إضافة إلى:
• إمداد الجسم بالطاقة والنشاط خلال ساعات الصيام، وخاصة لدى صغار السن، الذين يعانون من التعب وفقدان التركيز أثناء الدراسة خلال ساعات النهار.
• الحفاظ على المستوى الطبيعي للسكر في الجسم خلال الصيام، مما يقلل من حالات الصداع والخمول.
• التقليل من الشعور بالعطش الشديد والجفاف خلال ساعات النهار، حيث يحرص المرء على شرب كميات كبيرة من السوائل خلال وجبة السحور.
• التقليل من الشعور بالجوع، في حال احتوت وجبة السحور على الكربوهيدرات المعقدة والبروتينات بطيئة الهضم التي تعمل على إبطاء إفراغ المعدة.
• توفير مصادر للبروتين والأحماض الأمينية اللازمة كمصدر للطاقة خلال الصيام.
لكن ليس كلّ سحور يمكنه أن يقدم الفوائد الصحية المطلوبة، فمن المهم اختيار الأطعمة التي تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية، التي تعمل على مد الجسم بالطاقة لفترات طويلة.

كيف تختار طعامك لسحور صحي؟
ينبغي أن تكون وجبة السحور صحية ومتكاملة وخفيفة وغنية بالفيتامينات والمعادن والألياف والسوائل، وسريعة الهضم، حتّى لا يُعاني الصائم من مشاكل في المعدة خلال النهار.
ومن المستحسن أن تحتوي وجبة السحور على الخضروات، التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل: الخس والخيار، الأمر الذي يجعل الجسم يحتفظ بالماء لفترة طويلة، ويقلل من الإحساس بالعطش أو الجفاف، إلى جانب أنها مصدر جيد للفيتامينات والأملاح.
ويُنصح بتناول التمر لاحتوائه على نسبة عالية من الحديد وعلى كميات كبيرة من السكريات الطبيعية التي تمد الجسم بالطاقة. كما أنه غني بالألياف ولا يحتوى على دهون ضارة.
وفيما يلي بعض العناصر الغذائية الأساسية الأخرى التي يجب تضمينها:
√ الكربوهيدرات: الحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز البني وخبز القمح الكامل تجعلك تشعر بالشبع لفترة أطول.
√ البروتينات: تساعد البروتينات، مثل اللحوم والدجاج والبيض والألبان، في إصلاح العضلات وتقليل الجوع.
√ الدهون الصحية: تساهم في تحسين وظائف المخ والشعور بالشبع، مثل زيت الزيتون والمكسرات.
√ الترطيب: شرب الكثير من الماء، وتناول الأطعمة المرطبة مثل الخيار والبطيخ، يمكن أن يمنع الجفاف.
من الممكن تناول الحلويات الخفيفة أثناء السَحُور (مثلاً المهلبية او الأرز بالحليب)، لأنها تعطي الإحساس بالشبع وتمدّ الجسم بالطاقة وتزوده بالسكر الذي يتناقص في الجسم والذي يمكن أن يسبب الشعور بالتعب أثناء النهار.

أطعمة تجنّبها
تعمل بعض الأطعمة على زيادة إدرار البول خلال النهار وتحفيز الشعور بالعطش، مما يؤدي إلى الإصابة بالجفاف والإمساك أثناء الصوم.
وللحصول على فطور وسحور صحي، يُنصح بتجنب الأطعمة التالي ذكرها أو التقليل منها قدر الإمكان:
← الأطعمة المالحة: مثل الأطعمة المملحة أو التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم (مثل المخللات والجبن المملح). هذه الأطعمة قد تزيد من الشعور بالعطش خلال النهار.
← الأطعمة الدسمة والمقلية: مثل الأطعمة المقلية والوجبات السريعة. هذه الأطعمة ثقيلة على المعدة وقد تؤدي إلى الشعور بالخمول والكسل بسبب صعوبة هضمها.
← الحلويات والمعجنات: الأطعمة التي تحتوي على سكريات، قد تسبب ارتفاعًا مفاجئًا في مستوى السكر في الدم، يليه هبوط سريع قد يسبب شعورًا بالتعب والضعف.
← الكافيين: المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي قد تزيد من التبول وتساهم في الجفاف خلال الصيام، لذلك من الأفضل تقليل استهلاكها أثناء السحور.
← المشروبات الغازية: من الأفضل تجنب المشروبات الغازية، لأنها تحتوي على السكر والكافيين، مما قد يؤدي إلى زيادة الإحساس بالعطش أثناء النهار.
يدخل وقت السحور بنصف الليل وينتهي بطلوع الفجر، ويُفضّل تأخيره لتمكين الجسم من الاستفادة من المغذيات لأكبر قدر من ساعات النهار لإمداد الجسم بالطاقة التي يحتاجها للصبر على الجوع والعطش حتى المغرب.
* أمل مناعي
إقرأ أيضاً:
جسمك ليس خزّانا للماء.. تجنّب هذا الخطأ الشائع بعد الإفطار!
تشعر بالتُخمة بعد الإفطار؟.. تمشَّى