languageFrançais

معرض 'عودة الفيل': عندما يرسم الشباب مستقبلهم بأيديهم


تستضيف مدينة رأس الجبل في ولاية بنزرت معرضاً فريداً للوحات الزيتية، يتميز بفكرته وأهدافه المبتكرة. 

تبدأ القصة بكتاب عبد العزيز بلخوجة الذي يتخيل فيه العالم في القرن الثاني والعشرين، بعد مائة عام من تاريخ إصدار الكتاب.

ويروي الكتاب قصة طالب أمريكي يكمل دراسته في إحدى الجامعات التونسية، ويكتشف فيها عالماً متقدماً. يبدأ رحلته من مطار رفراف في بنزرت، ثم يستكشف تونس التي استعادت أمجادها كقوة عالمية عظمى مثلما كانت في عهد جمهورية قرطاج، إضافة لمسات من الخيال هذا المزيج من السخرية والتفاؤل في الكتاب ألهم تلاميذ الرسم في منطقة رأس الجبل، حيث عبر كل منهم عن رؤيته للعالم في القرن الثاني والعشرين. 

تحت إشراف أستاذة الرسم صفاء العامري في مركز SAf'Art، يعرض كل تلميذ تصوره لحيه أو المكان المحبب له في بلدته مع إضافة لمسات من الخيال لتجسيد أحلامهم وتطلعاتهم ورؤيتهم لوطنهم في المستقبل. 

وفي هذا السياق، قال المشرف على المعرض زهر الدين برحيمة: "جميل أن يمتزج حلم هؤلاء الشباب بحب الوطن، فيبنون أحلامهم على أراضيهم بدلاً من الهجرة. ما سترونه في لوحاتهم من خيال ليس إلا رسائل مفعمة بالأمل لغدٍ أجمل." يُذكر أن كتاب "عودة الفيل" صدر لأول مرة بالفرنسية في عام 2003، وتمت ترجمته إلى العربية في عام 2023.

يتزامن هذا المعرض مع صدور النسخة المصورة من الكتاب باللهجة التونسية.

تصور جديد لتونس

خصوصية هذا المعرض تتمثل في أن الفكرة انطلقت من الكتاب المذكور، والذي يطرح تصورا جديدا لتونس بعد 100 سنة كدولة متقدمة يطمح كل العالم في زيارتها، وفقا للمشرف على المعرض زهر الدين برحيمة.

وأضاف، برحيمة، أن منطقة رأس الجبل تحتوي على عدد هام من الفنانين الشبان، وقد تأثروا بشكل ايجابي مع الكتاب انعكس من خلال رسم لوحات فنية لمناطق سكناهم أو كما نقول بالتونسي « الحومة » كما يطمح في رؤيتها بعد 100 سنة …

واعتبر المشرف على المعرض أن مثل هذه المشاريع الثقافية تساهم في مزيد ترسيخ حب الوطن للناشئة وبناء أحلامهم في بلادهم والحد من الهجرة المتواصلة للكفاءات والشباب، وهو ما سيتم العمل عليه لكي يصل الى أكبر عدد ممكن من الناس.

share