الجزيري: أفريقيا لن تنمو إلا بأولادها.. ولم لا يكون لتونس دورا في ذلك؟
أكّد رئيس مجلس الأعمال التونسي الأفريقي أنيس الجزيري، خلال استضافته في برنامج ''ميدي شو''، الأربعاء 31 جانفي 2024، على أنّ مشاركة تونس في قمّة ''إيطاليا-إفريقيا" المنعقدة بروما يوميْ الأحد والاثنين، مهمّة، بالنظر إلى حضور ما يُقارب الـ 20 رئيس دولة والعديد من المانحين والمفوّضية الأوروبية والاتّحاد الإفريقي..
وتطرّق ضيف "ميدي شو" إلى أهم تصريح قدّمته رئيسة الوزراء الإيطاليّة جورجيا ميلوني خلال هذه القمّة، وهو كما يلي "نستطيع كتابة صفحة جديدة في علاقاتنا على قدم المساواة بعيدة كلّ البعد عن أيّ إغراءات أو نهج استعماري، لكن أيضا بعيدة عن النهج الخيري في التعامل مع أفريقيا".
ويعكس هذا التصريح وفق أنيس الجزيري، رغبة إيطاليا في إقامة علاقات "ندّية ربحية" مع أفريقيا، والتفافها الكبير نحو أفريقيا الذي يعود أساسا إلى معضلة الهجرة غير القانونية نحو أوروبا عن طريق إيطاليا، مشيرا في هذا الصدد إلى وصول 160 ألف مهاجر من إفريقيا إلى إيطاليا خلال عام 2023، وهو رقم مفزع وقياسي، وفق تعبيره.
وقدّر المتحدّث أنّ الحلّ الأمني لظاهرة الهجرة غير النظاميّة فقدَ بريقه، وهو ما يُفسّر التوجّه نحو سياسة تنمية الاقتصاد الإفريقي لخلق الثروة للشباب.
وبخصوص ملف الطاقة الذي طُرح خلال هذه القمّة، اعتبر الجزيري أنّه الأهم بالنسبة إلى إيطاليا، باعتبار أنّها تُريد أن تكون بوابة أوروبا للطاقة.
ولتونس وفق الجزيري، مصلحة استراتيجيّة كبرى في هذا المشروع، وبالتالي "وجب عليها أن تُحسن التموقع".
وأضاف أنّه يُمكن لتونس أن تُصبح بدورها بوابة أوروبا للطاقة، عبر الخطّ الذي يمرّ بنيجيريا، الجزائر، تونس ثمّ إيطاليا، محذّرا من أنّ تونس في تنافس رهيب في هذا السياق، مع المغرب التي تُريد أن تمرّر الخطّ من نيجيريا عبر البحر إلى إسبانيا.
وشدّد رئيس مجلس الأعمال التونسي الأفريقي أنيس الجزيري على أنّ تونس يجب أن توفّر لتونس سياسة واضحة نحو القارة الأفريقية، مع توجّه يتضمّن جملة من العناصر التي يتم الاشتغال عليه بقوّة الدولة بقطاعيْها العام والخاصّ.
"ومع سياسة الدولة الواضحة، وجب استغلال الفرص المتاحة لدعم تواجدنا واستقطاب الاستثمارات الخارجيّة نحو تونس والقارة الأفريقيّة"، وفق قول ضيف "ميدي شو" الذي شدّد في هذا السياق على أنّ "أفريقيا لن تنمو إلاّ بأولادها، ويُمكن أن يكون لتونس دورا رياديا في ذلك".