languageFrançais

جويلي: غياب الحوكمة خلق عداوة بين الجماهير في الملاعب وقوات الأمن

تحدّث الأستاذ الجامعي والباحث في علم الاجتماع، محمد الجويلي، خلال استضافته في برنامج "ميدي شو"، الخميس 13 أفريل 2023، عن سلوكيات الشباب التونسي في علاقة بقوّات الأمن.

وفسّر محمد الجويلي أنّ ظاهرة العنف في الملاعب، بشكل عام، تدخل في ما يُمكن تسميته بـ "هوس الظهور"، وهو حلم فرداني معاصر ارتفع منسوبه مؤخّرا وهو ما يدّل على وجود مشكل كبير، على اعتبار أنّّه "هوس الظهور" يؤدّي إلى دخول الأفراد في معارضة، وفي حالة عنف متواصل.

وأضاف الجويلي أنّ الكوجيتو الديكارتي "أنا أفكّر إذن أنا موجود"، تغيّر اليوم ليُصبح "أنا أظهر.. أنا أبرز، إذن أنا موجود"، ممّا يعني الدخول في التسابق المتواصل، وهو ما من شأنه أن يخلق عداوات كبيرة وشحن متواصل.

وأوضح أنّ "هوس الظهور" يُحتّم الدخول في مجتمع استهلاكي، وفقا لمعايير المنافسة، مثلما هو الحال بالنسبة إلى الهجرة السرية. 

وقدّر محمد الجويلي أنّ الحقل الرياضي في تونس لا يستجيب لهوس الظهور والتجلّي، قائلا "لا القاعات الرياضية ولا التعامل الأمني يسمح بذلك".

وأضاف: "بالنسبة لي ملعب ممتلئ أفضل من نصف فارغ أو نصف ممتلئ.. أمر وارد تسجيل بعض المشاكل مع الجماهير، لكنّ حسن التصرّف والتعامل معهم واحتوائهم بطريقة سليمة يمكّن من حلّ المشاكل".

وشدّد المتحدّث على ضرورة التوجّه في حوكمة جديدة للملاعب بقوانين جديد، معتبرا أنّ تونس مازالت تتعامل مع الملاعب والجماهير بالحقل الأمني.

"في أوروبا مثلا، في آخر كلّ مباراة يتصافح المدربان، في خطوة رمزية.. وفي البطولة البريطانية، وقبل كلّ بداية موسم رياضي، تجتمع الوحدات الأمنية للنظر في كيفية تأمين المباريات والتعامل مع الجماهير"، وفق قول محمد الجويلي الذي دعا إلى إعادة الثقة في عناصر الحوكمة في تونس، أوّلها مع الأمنيين. وقال: "قد تكون صعبة أو مستحيلة لكن لا بدّ من محاولة". 

وأضاف: غياب إرادة لحوكمة جديدة خلق عداوة بين الشباب في الملاعب وأعوان الأمن.. لا بد من حوار ومن مقاربات وسياسات عمومية جديدة لمكافحة العنف في الملاعب".