الأستاذ سعيد بحيرة: 'نعتمد على الأرشيف الفرنسي لكتابة تاريخ تونس'
تحدّث سعيد بحيرة أستاذ محاضر في التاريخ المعاصر بالمعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر بجامعة منوبة في ميدي شو اليوم الأربعاء 22 مارس 2023 عن تاريخ تونس والحركة الوطنية وسبل الوصول إلى قراءة موضوعية لتاريخنا في ظل تعدد كتابات المؤرخين.
وقال الأستاذ سعيد بحيرة إن التاريخ تصنعه الشعوب ويكتبه المؤرّخون وأهل الاختصاص ومن يقومون بالأبحاث للتعرف على التاريخ بمختلف فروعه، كما أن التاريخ يعتبر مادة للبحث العلمي والبحث التاريخي له قواعد ومنهجية، وفق تعبيره.
التاريخ أحد أسلحة السياسي..
وأضاف ''التاريخ يكتبه المؤرخون وهو مرتبط بالسياسة منذ بداية التاريخ، كما أن رجل السياسية يوظّف التاريخ الذي يعتبر أحد أسلحة السياسي..''
وعن الهوية التونسية، قال الأستاذ سعيد بحيرة إن التونسيين اختاروا أن يكونوا هكذا، وإن العملية تطلبت وقتا وبنيت عبر حقب طويلة من التاريخ لتعطي البناء الذي نراه اليوم ''التونسيون''، متابعا ''نحن اخترنا أن نكون اليوم هكذا..'التونسيون'.. نحن نبني هذا الكيان وهذه الشخصية والـ'نحن' منذ بداية التاريخ والعملية تمت عبر حقب طويلة من التاريخ وأعطت البناء الذي نراه اليوم..''
روح المقاومة متأصّلة في التونسيين..
وأشار ضيف ميدي شو إلى أن الاحتلال الفرنسي كان بمثابة الصدمة، وأن روح المقاومة متأصّلة في التونسيين، لافتا إلى أن الحركة الوطنية انطلقت مع الاحتلال بعد انتصاب الحماية وهنا بدأت الحركة الوطنية وتطورت عبر الزمن، وفق تعبيره.
وعاد في هذا الإطار على الأصوات التونسية المنادية باعتذار الدولة الفرنسية بعد حقبة الاستعمار، قائلا إن هناك ملفات سجلت خلال فترة الاستعمار الفرنسي لم تغلق بعد، متحدثا عن معركتين في برج الحفيظ وقرمبالية أين قتل 'علي بن عمارة' أحد القيادات كما قتل العديد من المناضلين، وفق تعبيره.
تجاوزات وفضاعات وملفات وقع تناسيها..
وأضاف '' بداهة نحن نعتمد على الأرشيف الفرنسي لكتابة تاريخ تونس، نكتب تاريخنا بناء على وثائق أرشيف المحتل العسكري والدبولماسي والإقامة العامة.. هو قدم لنا حقائق وكشف زوايا مظلمة، لكن هناك جرائم وملفات لم تغلق، تلك الفترة شهدت تجاوزات وفضاعات لا تسمح بها قوانين الحرب كما أن هناك ملفات وقع تناسيها، ومن حق الشعوب المطالبة بكشف الحقيقة والمطالبة أيضا بالاعتذار إن لزم الأمر.. علينا أولا ترتيب قراءتنا لتاريخنا وترتيب بيتنا..''