languageFrançais

العويني: قدمنا شكاية ضدّ الغنوشي في ملف الاغتيال.. وقرائن كثيرة تُدينه

شدّد عبد الناصر العويني، عضو هيئة الدفاع عن الشهيديْن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، خلال حضوره في برنامج "ميدي شو"، الخميس 9 فيفري 2023، على أنّ أجهزة الدولة التونسيّة متواطئة وشريكة في عمليّة اغتيال الشهيديْن، وذلك بغطاء سياسي، حسب تعبيره.

ويقول: "أتساءل كيف يُقتل مواطنا في قلب العاصمة، بمسدّسين كامليْن.. ويغادر القاتل أرض الوطن دون التفطّن إليه". وتابع: "من أغرب الأشياء، هو أنّ شكري بن عثمان من أخطر عناصر أنصار الشريعة، تمّ إعادة إيقافه مؤخّرا في ملف التسفير، وقد تمّ الاستماع له كشاهد في ملف الاغتيال، في حين أنّه متورّط في القضيّة..".

"ما حدث لا يمكن اعتباره عدم كفاءة من أجهزة الدولة، بل هو بصريح العبارة تواطؤ، والدليل على ذلك أنّ عديد القيادات الأمنيّة وُجّهت لهم تُهم في القضيّة، حتّى أنّ بعضهم الآن في السجن"، وفق قول العويني.

"المواعيد المفاتيح في قضيّة الشهيدين"

يُبيّن عبد الناصر العويني، أنّ أوّل محطّة في قضيّة الشهيدين هي قرار ختم البحث عام 2014، عندما فُكّك الملف، وتبيّن لنا أنّ هناك إرادة للالتفاف حول الحقيقة.

ويفسّر العويني أنّ سبب تفكيك الملف هو مدّة إيقاف الموقوفين -14 شهرا على حدّ أقصى- التي قاربت على الانتهاء. ويُضيف أنّ التفكيك مكّن من التفطّن إلى جملة من الجرائم المرتكبة، على غرار التدليس.

من ثمّ ينتقل المتحدّث إلى محطّة أواخر 2016، والتي ظهرت خلالها قضيّة مصطفى خضر، ويُشير توازيا مع ذلك إلى ملف محمد البراهمي، الذي ظهرت معه وثيقة المخابرات الأمريكيّة والتي أكّدت لهم أنّ أجهزة الدولة متواطئة في عمليّة الاغتيال.

ويقول: "شكري بلعيد قال إنّهم سيقتلونني.. فردّ وزير الداخليّة، آنذاك، علي العريّض، بأنّه يتوّهم ويعتبر نفسه شخصيّة مهمة في البلاد".

"تورّط حركة النهضة.."

ويُتابع العويني: "تبيّن لنا خلال 2015، أنّ حركة النهضة لها غرفة عمليات سرية تدير بها هذه المسائل.. في ذلك لم نكن مدركين جيّدا للوضع السياسي، لقد كنّا نصارع هيئة سياسية تتحكّم في مفاصل الدولة".

"على سبيل المثال، مصطفى خضر من المفترض أن يُحكم عليه بأربع سنوات سجنا في الاستئناف، وقد بذلنا أقصى مجهودات ليُحكم عليه بثماني سنوات، ولكن قاضي التحقيق لم يقم باختبار على الحواسيب والأجهزة المحجوزة، كما أنّ اسم قاضي التحقيق ضمن الوثائق المحجوزة لدى مصطفى خضر على أساس أنّه يتبعهم.. مصطفى حضر كان يملك جميع الأرقام، بما في ذلك أرقام قيادات أمنية"، يُضيف العويني.

وكشف ضيف "ميدي شو" أنّ هيئة الدفاع تحصّلت على شبكة الاتّصالات التي كات يُجريها مصطفى خضر من نوفمبر 2012، إلى أواخر أوت 2014. ويقول: "على سبيل المثال، راشد الغنوشي أنكر معرفته بمصطفى خضر، الذي متّصل به 18 مرّة ومتّصل بمعاذ الغنوشي 40 مرّة، واتّصل عديد المرّات لمسؤولي حراسة لدى الغنوشي".

"شكاية ضدّ الغنوشي.. وقرائن تُدينه"

ويُشير المحدّث إلى أنّ آخر عمل إجرائي قامت به هيئة الدفاع هو شكاية جزائيّة بتاريخ 31 جانفي، ضدّ كلّ راشد الغنوشي -لأوّل مرّة- ومصطفى خضر ومعاذ الغنوشي، والتي تعهّدت بها النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، ووجّهتها إلى الفرقة المختصّة للقيام بالأبحاث والاستماعات.

"هناك قرائن متظافرة وقوية التي تثبت تورّط قيادة حركة النهضة ممثّلة في راشد الغنوشي في عملية الاغتيال"، يُضيف العويني، الذي يؤكّد في هذا السياق، أنّ المشاركة السابقة لعمليّة الاغتيال باتت اليوم واضحة.

وختم ضيف "ميدي شو" بالتأكيد على ضرورة المحاسبة "حتّى تتعافى البلاد ويعود الآمان فيها".