المجال الثقافي في تونس: ماهي المشاكل وأيّ حلول للخروج من الأزمة ؟
قال مراد بن الشيخ المخرج السينمائي خلال حضوره في برنامج 'ميدي شو' اليوم الجمعة 11 نوفمبر 2022 إنّ المبدعين التونسيين قادرون على تحقيق نتائج كبيرة لكن بصعوبة لأن الابداع والإنتاج يتعرض لعديد المصاعب مقارنة بمبدع الأوروبي أو الأمريكي بسبب البيروقراطية وصعوبة إيجاد التمويلات ''وهي أزمة متواصلة منذ سنوات حتى عندما كان الوضع الاقتصادي جّيدا في تونس''.
ولفت إلى نّ التمويل يعتبر مشكلا كبيرا "في تونس على سبيل المثال يتحصّل قطاع السينما على تمويل بـ4 مليون دينار فقط في المقابل يتمّ إنتاج 80 فيلما سنويا" حسب تعبيره.
واعتبر بن الشيخ أنّ أيام قرطاج السينمائية هو مهرجان واضح المعالم "لكن كل رئيس جديد يتولّى المهمة يضيف برمجة أو يغيّر المبادئ العامة مما أثر على صورة هذه التظاهرة".
وشدّد ضيف "ميدي شو'' على استحالة البناء وإصلاح القطاع مع تواصل إضاعة الوقت من طرف المسؤولين "وحتى عند سنّ القوانين تغيب الاليات التي تسمح بتطبيقه وبالتالي عوض انتاج 10 أفلام يتمّ الإكتفاء بفيلمين"
بناء مشروع ثقافي للبلاد يخاطب كل التونسيين ضرورة
من جانبها أكّدت شيراز العتيري الجامعية ووزيرة الثقافة سابقا أنّ الثقافة تشهد انتكاسة منذ أزمة كورونا التي أضرت بالمجال والفاعلين والعاملين في القطاع إضافة الى وضع اقتصادي واجتماعي وسياسي واجتماعي متأزم.
وقالت إن خصوصية القطاع الثقافي جعلت من المبدع والمنتج والموزع والناقد وكل المتداخلين "يعانون من بيروقراطية خنقت وقتلت كلّ الديناميكيات أضف إلى ذلك الفراغ التشريعي ومشكل اللامساواة في الولوج للثقافة فعلا وتلقيا بين مختلف ولايات الجمهورية".
كما أشارت إلى القطيعة الموجودة بين الجيل الجديد العامل في المجال الثقافي وسياسة الدولة التي تتجاهلهم، مشدّدة على أن النظام ا لسياسي القائم لا يؤمن بالاقتصاد الثقافي ولم يضع سياسة ثقافية تضمّ كلّا من وزارات التربية والتعليم العالي والشباب والمرأة والاقتصاد.
وتابعت شيراز العتيري "هناك ما يكفي من الحوارات السياسية لكن اليوم يجب تسليط الضوء على ما يحدث داخل القطاعات من انقسام بين النقابات والجمعيات بسبب مشكل اختلاف الرؤى بين الأجيال وغياب الاعتراف وحتى التعابير المعتمدة سواء في مجال الموسيقى أو المسرح او السينما أو الفنون التشكيلية.
وأقرّت بضرورة بناء مشروع ثقافي للبلاد يخاطب كل التونسيين في كامل تراب الجمهورية باختلاف المجالات.
الدولة مطالبة بمرافقة القطاعات التي بُعثت من العدم
بدوره أوضح محمد الفريني الرئيس المؤسس لجمعية 'الصدى السينمائية' أنّ الثقافة شهدت في العشر سنوات الأخيرة ثورة ومعجزة وهناك مبادرات شبابية ناجحة ''والدليل أن عدد الشركات التي تمّ بعثها والمختصّة في الشأن الثقافي ارتفع بشكل اكبر دليل دون الاعتماد على تمويل من الدولة".
وبيّن أنّ الدولة مطالبة بدعم الثقافين ومساندتهم والإحاطة بهم "لكنها تفعل العكس لان السياسات المعتمدة جاهلة بالثقافة وما يمكن ان توفره من عائدات مالية".
واعتبر الفريني أن السياسيين يكتفون بإرسال الدعوات للمبدعين عند اقتراب الانتخابات للمشاركة في الاجتماعات وتبادل الآراء في حلقات تنبثق عنها قرارات لم تطبّق أبدا، حسب تعبيره.
وشدّد رئيس جمعية 'الصدى السينمائية' على أهميّة بناء جسم ثقافي صلب يساهم فيه الجميع، موضّحا أن الشبان قاموا بمعجزة في كل الميادين وعلى الدولة ان ترافق القطاعات التي بُعثت من العدم وأثبتت نجاحها لضمان ديمومتها حتى لا تنقرض.