languageFrançais

السفير السابق بواشنطن حشانة: العمق الأمريكي المحافظ من أسباب فشل هاريس

قال الديبلوماسي والسفير السابق في واشنطن نجيب حشانة في برنامج ''ميدي شو'' اليوم الأربعاء، أنّ منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية هو الأهم والأصعب في العالم، لأنّ أمريكا ماتزال تمثل القطب الأوحد الذي يدير الشؤون العالمية.

وتحصل المرشح الجمهوري دونالد ترامب على 277 صوتا مقابل 224 صوتا لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

وأوضح الدبلوماسي السابق أنّ الولايات المتأرجحة (التي لا تتبع أي نظام لا الجمهوري ولا الديمقراطي) هي من تحدّد مصير الانتخابات الرئاسية في أمريكا، حيث من يفوز في هذه الولايات وخاصة بنسلفانيا يفوز مباشرة بالانتخابات الرئاسية، وترامب تقدّم في 6 ولايات متأرجحة من أصل 7، متابعا ''هي انتخابات فريدة من نوعها لا مثيل لها في العالم.. وخطاب ترامب كان خطاب النصر''.

موقف ضعيف لكامالا في الرئاسية..

ويرى حسانة أنّ سياسة إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن والمناظرة الكارثية التي جمعته بترامب ولخبطة الانسحاب من سباق الانتخابات من عدمه زد عليها عامل السن جعل من موقف كامالا ضعيف جدا في هذه الانتخابات.

وأضاف: '' بايدن رئيس فاشل وضعيف خاصة في العلاقات الخارجية وحرب غزة ولبنان أسقطت الأقنعة مما جعل الديمقراطيين في مأزق''.

ومن أسباب فشل كاملا هاريس أيضا هي العمق الأمريكي الذي مايزال محافظ جدا ولن يرضى بامرأة تقود البلاد، وهذا العمق يمثّل القاعدة الانتخابية لترامب، إضافة إلى أنّ النظام الأمريكي قائم على القوة ولابد أن يكون الرئيس الأمريكي قويا على عكس بايدن وإدارته.

 العلاقات الدولية بعد تنصيب ترامب

أما بخصوص العلاقات الدولية، أبرز حشانة، أنّ كتلة المصالح ستكون ضابط الإيقاع في العلاقات الدولية في أمريكا الفترة القادمة، وأنّ الدعم الأمريكي لإسرائيل سواء كان النظام ديمقراطيا أو جمهوريا لن يتغيّر لأنّه يمثل إحدى الثوابت في السياسة الخارجية لأمريكا، كما تعتبر إسرائيل شأنا أمريكيا داخليا لا علاقة خارجية .

ورجّح محدّثنا تواصل التوتر في الشرق الأوسط قبل تنصيب ترامب، والتي سيستغلها نتانياهو لأبعد حدود لفرض سياسته .

علاقاته جيّدة مع دول الخليج..

لكن في المقابل، قد يشهد هذا التوتر تغييرات نحو إحلال السلام مع بداية حكم ترامب، عبر ربط صفقات مع الجانب العربي خاصة السعودية التي كانت متأكدة من فوز ترامب وانطلقت في التحضيرات، متابعا: '' ترامب رجل حازم وهي نقطة ايجابية وعلاقته ببعض الدول الخليجية جيدة وقوية خاصة السعودية والإمارات إضافة إلى أن ابنته متزوجة بعربي لبناني''.

وعن إيران وروسيا، قال ضيف ''ميدي شو'' إن العلاقات ستكون تصعيدية لأقصى الدرجات مع إيران مع العمل على تقزيم الحجم الإيراني في المنطقة. أما بوتين فإنّ علاقة الاحترام الذي تجمعه بترامب ستتواصل لتكون أوكرانيا الخاسر الأكبر حيث سيعمل ترامب على التخفيض في المساعدات . أما الصين فمن المنتظر أن يشن ضدّها حربا تجارية قاسية.

وتابع الدبلوماسي السابق: ''ترامب تعلم الكثير في عهدته السابقة، وسيحسن من أدائه مع الشركاء الاقتصاديين والصحفيين وسيتخلى عن الشعبوية لكن لن يتخلى عن أسلوبه المباشر والحازم''.

وختم بالقول: ''العالم سيعرف تغييرات جيوسياسية مع ترامب الذي سيعمل على إنهاء وتلافي الحروب وسيضمن الاستقرار'' .