languageFrançais

ما هي أسباب الرجّات الأرضية التي شهدتها تونس مساء أمس وفجر اليوم؟

ما هي أسباب الرجّات الأرضية التي شهدتها تونس مساء أمس وفجر اليوم؟

شهدت تونس مساء أمس وفجر اليوم أربع رجات أرضية متزامنة تقريبا، كانت أقواها في المكناسي، حيث بلغت شدتها 4.1 درجة على مقياس ريشتر. وتأتي هذه الرجّة بعد أخرى سُجّلت في بداية فيفري الجاري بقوة 4.9 درجة.

ووفقا للمعهد الوطني للرصد الجوي، فقد تم تسجيل ثلاث رجات يوم الإثنين 17 فيفري 2025 في كلّ من المحرس، والسند، والمكناسي، بينما سُجّلت رجّة رابعة في غار الدماء فجر اليوم الثلاثاء.

تفاصيل الرجات الأرضية

• الرجّة الأولى: وقعت عند الساعة 20:14 شمال غرب مدينة المحرس بولاية صفاقس، وبلغت شدتها 2.7 درجة على مقياس ريشتر.
• الرجّة الثانية: حدثت عند الساعة 21:45 في المكناسي، شمال غرب المزونة بمنطقة الغريس، وبلغت شدتها 4.1 درجة، وشعر بها سكان المنطقة بوضوح.
• الرجّة الثالثة: سُجّلت بالسند من ولاية قفصة عند الساعة 23:10، بقوة 2.2 درجة على مقياس ريشتر.
• الرجّة الرابعة: تمّ تسجيلها فجر اليوم عند الساعة 01:50 في غار الدماء بولاية جندوبة، بقوة 2.5 درجة.

رجّة معتدلة وآثارها محدودة

وأوضح رئيس مصلحة الجيوفيزيا بالمعهد الوطني للرصد الجوي حسان حمدي، أنّ الرجّة المسجلة في المكناسي (ولاية سيدي بوزيد) بقوة 4.1 درجة تُعتبر معتدلة، إذ تُسبب اهتزازات محسوسة لكنها ذات تأثير محدود. وأضاف أن المباني القديمة قد تتعرض لأضرار طفيفة مثل التشققات أو بعض الانهيارات، في حين أن المباني الحديثة يمكنها تحمّل رجات تصل شدتها إلى 5 درجات على مقياس ريشتر.

لماذا حدثت هذه الرجات الأرضية؟

وأرجع حسان حمدي الرجات الأخيرة في المكناسي إلى وجود صدع بطول 32 كلم يمتد من النهاية الجنوبية للمحور الشمالي-الجنوبي (Axe Nord-Sud)، والذي يقع بين المزونة شمالا والمكناسي ومنزل بوزيان جنوبا. وينقسم هذا الصدع إلى ثلاثة فروع يتراوح طولها بين 14 و24 كلم باتجاه الشرق والغرب، فيما يعبر أحدها محمية بوهدمة، ثم ينحرف عند نهايته نحو الغرب ليشكّل صدعا رابعا طوله 15 كلم، مواز للصدع الرئيسي، ويمتد حتى جهة السند.

وأشار إلى أن الرجة الأخيرة سُجلت على بعد كيلومترين فقط من هذا الصدع، وهو جزء من شبكة جيولوجية نشطة منذ ما بين 20 و5 ملايين سنة مضت.

أما الرجة التي وقعت في غار الدماء، فهي قريبة من شبكة صدوع متوازية تمتدّ من وادي مليز وصولا إلى منطقتي "رأس سرات" و"رأس انجلة" بولاية بنزرت، وهي منطقة نشطة جيولوجيا منذ حوالي 2.6 إلى 11 مليون سنة.

وتندرج هذه الرجات الأرضية ضمن السياق الجيولوجي العام لحركة الصفائح التكتونية، حيث يقترب الغلاف الصخري للقارتين الإفريقية والأوروبية من بعضهما البعض، ما يؤدي إلى تراكم الطاقة الزلزالية وتلاشيها عند حدود الصفائح أو داخلها، وهو ما يُعرف علميا بـ "الزلازل داخل الصفائح" (Séisme Intraplaque).

استمع إلى مداخلة رئيس مصلحة الجيوفيزيا بالمعهد الوطني للرصد الجوي حسان حمدي في برنامج "صباح الناس":

الكلمات المفاتيح :تونسرجّات أرضية