languageFrançais

السياحة في تونس: قطاع يدرُّ ذهبا.. لكنه يُدار بالزغاريد والرقص!

لم يغيّر قطاع السياحة من تقاليده وحافظ المشرفون عليه على طرق ''بدائية'' سُجّلت منذ سنوات لاستقبال الوافدين من السياح، وهو ما تطرق إليه رئيس الجمهورية قيس سعيد في اللقاء الذي جمعه بوزير السياحة محمد معز بلحسن مساء الاثنين، حيث انتقد طريقة استقبال السياح بالزغاريد وبالرقص، معتبرا ذلك "مظهرا مخلّا بكرامة الشعب التونسي".

ووصف رئيس الدولة السياحة بـ ''القطاع الحيوي الذي يدرّ مداخيل هامة''، داعيا الى ضرورة تطويره والنهوض به.

ورغم الأهمية الكبيرة للقطاع والمثبتة بالأرقام إلا أن الأساليب لم تتغير.. مازال ''الطبال والزّكار'' وسيلة للترحاب بالأجانب من طرف الديوان الوطني للسياحة ووكالات الأسفار، كما لم يقع التخلي عن الأنشطة السياحية ذاتها داخل النزل وخارجها.. فالفلكلور التونسي والجمال يغزوان الشواطئ والمناطق السياحية سنويا دون أيّ تغيير أو تجديد في مشهد صار مألوفا.  

فهذا النموذج التونسي الذي يتلخص في السياحة الشاطئية والصحراوية والاستشفائية.. استُنزِف رغم الكفاءات والأفكار التي تزخر بها البلاد، في ظل منافسة عالمية شديدة.

سياحة تستهدف أصحاب الدخل الضعيف

المراقب للأرقام والمعطيات حول عدد الوافدين، يلاحظ أن تونس تتوجه إلى البلدان الأكثر قربا على غرار أوروبا والمغرب العربي وتخص الفئة العمرية بين الـ60 فما فوق، لكنها فشلت في جلب سياح من مناطق بعيدة ممن يتمتعون بمقدرة شرائية مرتفعة، والذين يختارون بلدانا أخرى بحثا عن الرفاهية والتنوع والاختلاف على غرار بلدان الخليج والمغرب وتركيا وغيرها من الوجهات الأخرى..

ومعلوم أيضا أن السياحة في تونس باتت تستهدف الأوروبيين من أصحاب الدخل الضعيف الذين يختارون البلاد للتمتع بحرارة الشمس على الشواطئ بأسعار ''رخيصة وتفاضلية''، وتكون العملية عبر وسطاء عالميين لم يعملوا طيلة السنوات الأخيرة سوى على زيادة هامش أرباحهم فقط. 

فهل أصبحت ملامح السياحة في تونس ثابتة.. وهل جعلتها غير قادرة على منافسة الوجهات الأخرى؟

السياحة أحد دعائم الاقتصاد لكن..

يعد القطاع السياحي أحد دعائم الاقتصاد التونسي وركيزته الأساسية بالنظر إلى المداخيل الهامة التي يوفرها، وحسب أحدث إحصائيات البنك المركزي التونسي، فقد بلغت مداخيل السياحة إلى حدود 20 سبتمبر 5628.9 مليون دينار، مسجلة ارتفاعا بـ 1744.6 مليون دينار مقارنة بالتاريخ ذاته من السنة الفارطة حيث قدرت المداخيل في تلك الفترة بـ 3884.3 مليون دينار، في انتظار تحقيق الأرقام ذاتها التي كان يحققها القطاع قبل جائحة كورونا.

كما يشار إلى أن هذا الارتفاع في مداخيل السياحة بالإضافة إلى مداخيل الشغل المتراكمة، أي تحويلات التونسيين بالخصوص، مكّنا من تغطية خدمة الدين الخارجي والتي بلغت يوم 20 سبتمبر 7264 مليون دينار مقارنة بـ6240.4 مليون دينار تم تسجيلها في نفس الفترة من السنة الماضية.

أكثر من 6 ملايين سائح هذا الموسم ..

بلغ عدد السياح الذين زاروا تونس منذ بداية العام الجاري وإلى غاية 10 سبتمبر، 6.5 ملايين سائح، وفق ما أكده وزير السياحة محمد المعز بلحسين في تصريح لموزاييك، استنادا إلى إحصائيات الإدارة العامة للحدود والأجانب بوزارة الداخلية.

وأوضح الوزير أنّ عدد السياح ارتفع بـ 60 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، ويوازي هذا الرقم مؤشرات ما قبل جائحة كورونا (2019) من حيث عدد الوافدين.

وبين أهمية القطاع السياحي بالنسبة للاقتصاد الوطني حيث يمثل حوالي 10% من الانتاج الداخلي الخام وله قدرة تشغيلية عالية وتأثير على قطاعات اقتصادية اخرى.

صورة مقرفة في استقبال السياح ..

يذكر أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد انتقد خلال لقائه بوزير السياحة محمد معز بلحسين، في قصر قرطاج، مساء الاثنين 2 أكتوبر 2023 طريقة استقبال السياح في تونس بالزغاريد والرقص، معتبرا أن ذلك "مظهر مخلّ بكرامة الشعب التونسي".

وقال سعيّد: ''صور مقرفة تتمثّل في استقبال السياح بالرقص والزغاريد، وهو ما يمسّ من كرامة التونسيين.. لم نرَ مثل هذه المظاهر في دول أخرى أثناء استقبال التونسيين''.

ووصف رئيس الدولة السياحة بـ ''القطاع الحيوي الذي يدرّ مداخيل هامة''، داعيا الى ضرورة تطويره والنهوض به.

*غادة مالكي