متحوّر ''هيهي''.. حقيقة أم إشاعة؟
" لا توجد أي تأكيدات رسمية صادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأن ظهور متحور جديد لفيروس كورونا المستجد مثلما تناقلته بعض الأخبار"، حسب ما أفاد به المختص في علم الأوبئة وعضو اللجنة العلمية لمجابهة فيرس كورونا المستجد محمد الشاهد.
وأكد الشاهد في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن السلالة المتحورة من فيروس كورونا المستجد "دلتا" تبقى حاليا السلالة الأكثر انتشارا في دول العالم وفي تونس.
ويأتي تصريح الشاهد تزامنا مع أنباء راجت بمنصات التواصل بشأن ظهور سلالة جديدة تحت مسمى "هيهي". وفي المقابل نقلت وسائل إعلام عن رئيس فريق إدارة مخاطر العدوى بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط في المنظمة العالمية للصحة خبرا ينفي وجود أدلة عن ظهور متحور باسم "هيهي".
وقال عضو اللجنة العلمية إن منظمة الصحة العالمية لم تولي اهتماما لفيروس متحور جديد بقطع النظر عن متحور "دلتا بلس" أو ما يعرف بـ "أي وأي 4.2"، وهو فرع من السلالة المتحورة "دلتا".
وأوضح أن منظمة الصحة العالمية تولي أهمية لكل فيروس متحور بناء على عدة خصائص مثل سرعة انتشاره ومدى تسببه في الحالات الخطيرة ومدى قدرته على التسبب في حالات الوفيات.
وقال "عندما يكون هناك متحورا له قدرة على الانتشار السريع وقدرة على التسبب في إصابات خطيرة وفي حالات الوفيات فإن منظمة الصحة العالمية تصنفه كفيروس متحور يستحق الاهتمام".
وقد تم اكتشاف عديد الفيروسات المتحورة الصغيرة من فيروس كورونا المستجد لكنها لا تتميز بسرعة الانتشار ولا بخطورتها وبالتالي "تعتبر متحورات لا تستحق الاهتمام"، وفق تعبيره.
وعن سبب عودة تفشي متحور "دلتا" في مناطق في العام منها بلدان في أوروبا، قال محمد الشاهد إنه اتضح أن أغلب المصابين بهذا المتحور في أوروبا هم من فئة غير الملقحين أو من الشباب الذين لم يبلغوا بعد السن الموجبة للتلقيح.
وأوضح أنه رغم بلوغ عديد الدول الأوروبية نسبة عالية من عملية التطعيم، فإن ذلك لم يمنع متحور "دلتا" سريع الانتشار من التسلل لإصابة جزء من النسبة المتبقية من المتساكنين غير الملقحين.
وتم تسجيل ذروة الإصابة بمتحور "دلتا" في تونس خاصة في نهاية جويلية وبداية شهر أوت الماضيين، وتسبب هذا المتحور في وفاة ناهزت 5 آلاف شخص في شهر جويلية 2021، وفق الشاهد.
وأكد أن تفشي متحور "دلتا" بشكل مجتمعي آنذاك أدى إلى تعزيز المناعة الجماعية في تونس، بقطع النظر عن توسع نسبة التغطية بالتلقيح ضد فيروس واعتماد إجراءات احترازية كفرض الاستظهار بتحليل مخبري سلبي على جميع الوافدين إلى تونس مما أدى إلى انخفاض نسبة التحاليل الإيجابية إلى ما دون 2 بالمائة.
وشدد عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا محمد الشاهد على ضرورة انخراط المواطنين في الحملة الوطنية للتلقيح من أجل تعزيز مناعتهم ومواصلة التقيد بإجراءات الوقاية الصحية للتوقي من فيروس كورونا المستجد.
(وات)