صورة قاسية.. وراءها حقيقة أقسى
الصورة نشرها الصحفي سامي بنور، وكانت على هامش تصوير مشاريع جمعية ''المدنية'' التي تعمل على مساعدة الأطفال في المناطق المعزولة، الريفية والحدودية، وعلى تمتيع كل طفل من حقه في التعليم.. وقد غزت الصورة في سويعات مواقع التواصل الإجتماعي، معوّضة آلاف الخطب والكلمات..
يوسف الطفل النحيف الواقف في ذيل صفّ يعجّ ببقية التلاميذ، لم يتجاوز الخمس سنوات، ويفترض أن يبدأ دروس ''التحضيري'' قريبا، له أخت تدرس في السنة الثالثة إبتدائي، وأخ رضيع لم يتجاوز السنتين.
لم تختصر الحياة قسوتها معه في الملابس الرثة التي كان يرتديها وسط أقرانه، ولا في الخفّين اللذين كانا أكبر من قدميه الصغيرتين، ولا في وقفته الخجولة تلك التي مسّت قلب كل من شاهدها.. لأن الحقيقة أقسى وأقبح.
فـالطفل يوسف هو إبن زوجين تونسيين ضاقت بهما السبل ولم يتمكنا من مجابهة متطلبات الحياة وغلاء الأسعاء وضيق ذات اليد.. الأب عامل حضيرة يعمل 15 يوما فقط في الشهر، بأجر زهيد، والأم على ما يبدو عاطلة عن العمل... وهذه العائلة الصغيرة تعيش داخل كوخ في منطقة الطويرف من ولاية الكاف، والكوخ يفتقد لأبسط مقوّمات الحياة، ولا يمكن بأي حال أن يقيهم برد الشتاء القادم سريعا.
هذا ما نشره نشطاء على موقع التواصل الإجتماعي وصلوا إلى الطفل وعاينوا ظروفه، وقد أطلقوا حملات تبرّع عديدة لمساعدة العائلة لاقت إقبالا واسعا.. لكن يوسف ليس وحده في هذا، فالكل يعلم أن أغلب مناطقنا الحدودية والنائية تعج بعائلات تعيش تحت خط الفقر منذ عقود.. ولم تتحسن أوضاعها إلى اليوم رغم الصور القاسية التي تصفعنا في كل مرة.
أمل الهذيلي