جورجيفا: ثلاثة مبادئ لتوظيف سياسات المالية العمومية وتحقيق الصلابة..
شددت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا في افتتاح المنتدى السابع للمالية العامة في الدول العربية المنعقد في دبي الأحد 12 فيفري 2023 على ثلاثة مبادئ في توظيف سياسات المالية العمومية وتحقيق الصلابة المالية والتي يمكن للبلدان الإسترشاد بها وهي أولا بناء صلابة من خلال السياسات المالية العامة والتعامل مع المخاطر المحيطة بها مع التركيز لاحقا على سبل التعاون من أجل تسديد الأهداف في مرمى القضايا التي لن يتسنى للدول مواجهتها إلا جماعيا.
وبينت كريستالينا غورغييفا أن المبدأ الثاني هو وضع إطار قوي لإدارة سياسة المالية العامة ففي عالم اليوم المعرض للصدمات و عدم اليقين، أصبحت إدارة سياسة المالية العامة أكثر أهمية، و أكثر تعقيدا أيضا من ذلك تقلبات أسعار الطاقة والغذاء في المنطقة والتي تتطلب من الحكومات التدخل لحماية الفئات الضعيفة مع مواصلة خطط التنمية والاستثمارات.
ويقتضي ذلك التخطيط الدقيق وتوافر الموارد اللازمة مستشهدة بالمغرب الذي قام بإلغاء الدعم
المكلف غير الموجه تدريجيا لصالح توفير الدعم الإجتماعي الذي يستهدف الفئات المستحقة و وضع موريتانيا ركيزة مالية لمواجهة تقلبات إيرادات تصدير المعادن ورفعها أسعار الوقود بنسبة 30 %من خلال تخفيض الدعم.
تعزيز التعاون الدولي
وتعمل بعض البلدان المستوردة للطاقة على بناء احتياطياتها عندما ترتفع الأسعار استعدادا لمواجهة تقلبات أسعار النفط معتبرة أن على الحكومات أيضا إدارة العديد من المخاطر التي تهدد مالياتها العامة، بما في ذلك الناجمة عن الضمانات العامة وخسائر الشركات المملوكة للدولة، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الدين وتخفيضات حادة في النفقات الضرورية.
واشارت مديرة صندوق النقد الدولي إلى تركيز مصر حاليا على تعزيز الرقابة على هذه المخاطر للمساعدة في إدارتها .
وفي سياق متصل قالت إن عدة بلدان عربية تنفذ أطر مالية عامة متوسطة الأجل تتسم بالمصداقية، وهي عامل أساسي في التخفيف من حدة المخاطر حال تحققها، كما تمكن الحكومات في الوقت نفسه من مواصلة أوجه الإنفاق الضرورية، والحفاظ على استقرار الدين، وبناء ثقة المستثمرين.
وشددت على أن الصندوق يساعد بلدانه الأعضاء في وضع هذه الأطر كما تساعد مجموعة أدوات
إدارة مخاطر المالية العامة التي وضعها الصندوق في الكشف عن المخاطر، وقياس تكلفتها المحتملة، وتحديد الأولوية للتدابير اللازمة لمعالجتها .
وبينت أن المبدأ الثاني، يتمثل في التخطيط والاستثمار على المدى الطويل لمواجهة تحديات المناخ شمال إفريقيا إلى آسيا الوسطى، والتي تبلغ مستويات الاحترار فيها ضعف معدلها في باقي أنحاء العالم ومع ضرورة الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في كل مكان، تحتاج الدول إلى العمل عبر جبهات عديدة منها الإستثمار في البنية التحتية المقاومة لتغير المناخ ونظم الإنذار المبكر كحل أساسي لتعزيز صلابة المنطقة وبينت أن المبدأ الثالث هو تعزيز التعاون الدولي و الاستثمار في الطاقة المتجددة، وجهود الحد من كثافة الكربون في مختلف اقتصادات المنطقة.
مبعوثة موزاييك لقمة الحكومات بدبي هناء السلطاني