languageFrançais

بما نفسّر نتائج الإنتخابات؟

بما نفسّر نتائج الإنتخابات؟

إعتبر أستاذ علم الإجتماع محمد الجويلي أنّ الإنتخابات الرئاسية الأخيرة أظهرت أنّ الشعب التونسي يعيش في حالة ديناميكيىة جيدة جدا بقطع النظر عن النتائج.

وأوضح أنّ هذه الديناميكية تحركها مقولات جديدة تعوّض المقولات التي كانت سائدة، ملاحظا أنّ العرض الإنتخابي لا يبنى على الوعود فقط ولكن على مقولة انتخابية.
 

ويرى الجويلي أنّ تونس مرّت بثلاث مقولات مختلفة منذ 2011، وتقوم المقولة في 2011 على القطع مع المنظومة السابقة وهي مقولة سياسية تقوم على فكرة النضال قبل أن تتغيّر المقولة في 2014 وتحولنا من المناضل إلى رجل السياسة تحرّكها هيبة الدولة.
 

أمّا في 2019 فقد دخلت مقولات جديدة على الخط يتشارك فيها قيس سعيد ونبيل القروي رغما تناقض طرح كلّ منها وهي المقولة القائمة على الإعتراف والجدية والعاطفة والثقة في النفس. 
 

وأشار في نفس السياق إلى أنّ الخزانات الإنتخاببة غير جامدة بل تتنقل بين هذه المقولات.
 

أي دور للشعبوية والخطاب الشعبوي؟

وبشأن سيطرة الخطاب الشعبوي لدى فئة من الفاعلين السياسيين قال الجويلي إنّ الشعبوية لا يجيدها أيّا كان وأنّ حدّا أدنى من الشعبوية ضروري لدى الفاعلين السياسيين مع اختلافها حسب الجمهور المستهدف.

وأوضح أنّ الشعبوية في السابق كان تأثيرها محدودا  أمام الإلتزامات الايديولوجية التي لم تعد موجودة الآن.
 

وتابع في شرحه لرواج الخطاب الشعبوي بأنّه يتغذى من الفشل ولكن ما يحدث الفارق بين شعبوية وأخرى هو طريقة تقديمها للفئة الإجتماعية المستهدفة، حيث أنّ كل فئة تتقبل خطابا  شعبويا معيّنا.
 

وأكّد أنّ العقل والعقلانية لم تعد كافية في الترويج للحداثة بل إنّ العاطفة مهمة جدا في هذا السياق ، مضيفا أنّ الخطابات التي تحرك العواطف يمكن ان تجد صدى لدى الجماهير.
 

وبالنسبة لعدم تصويت الشباب بكثافة في الإنتخابات لاحظ الجويلي أنّ الشباب منقسم إلى فئتين فئة قابلة للمنظومة الديمقراطية وفئة أخرى لا تؤمن بالعملية الإنتخابية  ولا يمكن اعتبار ذلك عزوفا، وفق تقديره.
 

وأكّد أنّ النجاح في إقناع الشباب لا يمكن أن يقتصر على العرض الإنتخابي بل يجب أن تعمل إلى جانبهم وهذا ما فعله المترشّح قيس سعيّد الذي حلّ في المرتبة الأولى من الدور الأول للإنتخابات. 
 

الإنتخابات يمكنها أن تحدث التغيير
 

وقال إنّ جزء من الشباب الطلابي والجامعي في صف قيس سعيّد وهو يعطيه تموقعا آخر، مضيفا أنّ هذه الفئة من الشباب قادمة أساسا من اختصاصات علمية تكنولوجية وهم براغماتيون وهم من قاموا بالحملة الإنتخابية لسعيد على عكس ما يرقال من أنّه لم يقم بحملة إنتخابية.
 

وتابع ''في الظاهر لم يقم قيس سعيّد بحملة انتخابية ولكنه في الواقع قام بحملة أشرف عليها شباب الهندسة وطلبة العلوم الدقيقة والصحيحة لأن بنيتهم الذهنية تتماشى مع قيس سعيد وخطابه الواضح ''.

كما أنّ قيس سعيد لم ينطلق من فراغ بل لديه رأس مال ثقة  استمده من المخزون الثوري والنقاوة اضاف لها الشباب والتكنلوجيا.
 

واعتبر أنّ  الإنتخابات الأخيرة دحضت مقولة أنّ الإنتخابات لن تغيّر شيئا وبرهنت أنّها يمكن أن تغيّر وهو ما سيدفع الشباب للمشاركة في الدور الثاني، وفق تقديره.

 

share