'رباعي انبعاث': عرض يمزج الأصالة بالحداثة في أيام قرطاج الموسيقية

قدّم أحمد ليتيّم، أمس، عرضا موسيقيا، تحت عنوان "رباعي انبعاث"، بمسرح الجهات في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي، ضمن فعاليات الدورة العاشرة لأيام قرطاج الموسيقية 2025. 

على مدى أربعين دقيقة، تفاعل الجمهور مع أداء يمزج بين موسيقى شمال إفريقيا والجاز، مقدّمًا تجربة فنية حية تُجسد انسجام الثقافات وتداخلها.

عرض يروي حكاية موسيقية متعدّدة الثقافات

تأسّس "رباعي انبعاث" عام 2019 خلال إقامة إبداعية في سردينيا، ويضم عازف الناي التونسي أحمد ليتيم، وعازف البيانو سيمون غروب، وعازف الطبول بيار هورتي، وعازف القيثارة بنوا كونتان. في هذا العرض، قدّم الرباعي ألحانًا جديدة من تأليف ليتيم، صُممت بعناية لتعكس طابع كل عازف وتدمج بين النغمات الشرقية واللمسات الموسيقية الغربية الحديثة.

لم يكن العرض مقتصرًا على الأداء الموسيقي فقط، بل أضاف الفنان البصري مجدي بومج لمسة بصرية فريدة من خلال لوحات ضوئية متحركة تفاعلت مع الموسيقى. الإضاءة التي تدرجت بين ألوان زاهية وظلال داكنة عزّزت من مضمون العرض الذي يحمل عنوان "الانبعاث"، ليصبح تجربة متكاملة تجمع الصوت والصورة.

أحمد ليتيم: إحياء التراث بروح معاصرة

لعبت آلة الناي دورًا محوريًا في العرض، حيث قدّمت بصمة شرقية أصيلة وسط النغمات المعاصرة. أحمد ليتيم، عازف الناي والملحن التونسي، يُعتبر من أبرز الأسماء في المشهد الموسيقي، حيث بدأ مسيرته عام 2009 وشارك في مشاريع موسيقية متعددة مثل "داريمبا" و"عطور". نال جوائز مرموقة، منها جائزة "أفضل مشروع منفرد" عام 2015 وأفضل "عازف منفرد" عام 2017. ويتميز ليتيم بجمعه بين المؤلفات التراثية والارتجالات المعاصرة، ما يعكس رؤية فنية تسعى إلى خلق حوار موسيقي بين الشرق والغرب.

تفاعل شبابي وحضور مميز

شهد العرض حضورًا جماهيريًا شبابيًا تفاعل بحماس مع الألحان المتنوعة، كما حضره عدد من الفنانين البارزين في الساحة التونسية، مثل حليم اليوسفي. هذا التفاعل يؤكد أن "رباعي انبعاث" ليس مجرد عرض موسيقي، بل حدث يجذب اهتمام الجمهور ويعكس طموحات جيل جديد من الفنانين.

موسيقى تتخطى الحدود

بالرغم من أنّ العرض قُدم في إطار قسم "الشوكايسز"، الذي يُحدد مدة العروض بـ40 دقيقة فقط، إلا أن "رباعي انبعاث" نجح في تقديم نسخة مكثفة ومبتكرة تعبّر عن جوهر المشروع. وصرّح أحمد ليتيم خلال العرض أن هذا المشروع يحمل رسالة ثقافية وإنسانية، حيث تسعى الفرقة إلى استخدام الموسيقى كوسيلة للتواصل والتفاهم بين مختلف الثقافات.

"رباعي انبعاث": حوار فني متكامل

كان العرض بمثابة لوحة فنية تجمع بين الأصوات الشرقية والإيقاعات الغربية، متجاوزًا الحدود الثقافية والجغرافية. "رباعي انبعاث" أثبت أن الموسيقى ليست مجرد فن، بل هي لغة حية تربط بين الشعوب وتعبّر عن روح الانبعاث والتجديد.