'باب الوسط'.. عرض مغربي عالمي في أيام قرطاج الموسيقية
قدمت فرقة "باب الوسط" المغربية عرضًا موسيقيًا استمر لمدة أربعين دقيقة، استطاع خلالها أعضاء الفرقة أن ينقلوا الحضور إلى عوالم فنية تجمع بين الأصالة والحداثة على مسرح الجهات في إطار فعاليات الـShowcase ضمن الدورة العاشرة لأيام قرطاج الموسيقية .
العرض، الذي انطلق في تمام الساعة السابعة مساءً، كان رحلة موسيقية متكاملة حيث امتزجت الآلات الموسيقية الغربية بالعربية، في قالب فني أطلق عليه "الروك الشعبي". أداء الفرقة، بقيادة الموسيقيين نضال جوّة، وحمزة بن شريف، وكليمون فالان، وحفيظ سعيدي، وحبيب فروخ الذي تألق غناءً، كان ديناميكيًا ومفعمًا بالطاقة، مما جعل الجمهور يتفاعل مع الموسيقى بالغناء والرقص، رغم الإقبال المحدود.
وتضمن العرض رسائل إنسانية تمثلت في أغنيتين رئيسيتين: الأولى مهداة إلى غزة، حملت عنوانًا غير منطوق لكنه ناطق بإيقاعه المتغير الذي يروي وجع القضية الفلسطينية وأملها. أما الأغنية الثانية الموجّهة الى "أمنا الأرض"، فقدمت رسالة بيئية موجهة إلى العالم، حيث وظفت الفرقة أنماطًا موسيقية متعددة تناغم فيها الروك مع الإيقاعات المغاربية، في دعوة للعودة إلى الذات والتواصل مع الطبيعة.
فرقة "باب الوسط"، التي تأسست عام 2012، تعتبر واحدة من أبرز الفرق الموسيقية المغربية التي تمزج بين الفلكلور المغاربي وموسيقى الروك والأفرو.
وخلال مسيرتها، أصدرت الفرقة ألبومي "دوّار" (2017) و"حدود" (2019)، اللذين لاقيا استحسانًا واسعًا من النقاد والجمهور. وفي عام 2023، واصلت الفرقة مغامرتها الموسيقية بإصدار ألبوم ثالث مستوحى من "الروك أند رول"، يضم ثماني أغانٍ شاعرية تتحدث عن هموم الحاضر وتتجذر في الأصالة.
ختامًا، أكدت فرقة "باب الوسط" من خلال هذا العرض أن الموسيقى المغربية قادرة على بلوغ العالمية، بمزجها بين التقاليد الموسيقية والإبداع المعاصر، لتقدم فنًا يخاطب العاطفة والوجدان ويدعو إلى التفكير في قضايا الإنسان والطبيعة.