languageFrançais

شنني تطاوين.. وجهة سياحية مميزة تنتظر تتويجا عالميا

انطلقت صباح اليوم الخميس فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان الزيتون الجبلي بشنني وتطاوين وسط حضور لافت من اهالي الجهة و من مختلف ولايات الجمهورية ومن بلدان أوروبا جاؤوا للاستمتاع بجمال المنطقتبن و زيارة مختلف المواقع الأثرية و التعرف على عادات و تقاليد سكان المناطق الجبلية.

وتُعدّ منطقة شنني من  الوجهات السياحية المفضلة بالجنوب التونسي لدى السياح لثراء مخزونها التراثي وتنوعه إضافة إلى توفر معالم تاريخية هامة على غرار  البيوت الجبلية المحفورة في عمق الجبل بين طبقات الصخور مع اختيار الموقع بعناية ووفق حسابات فيزيائية و جيولوجية وجغرافية توفر الراحة و الامن و السلامة و الهدوء.

ويتمّ طلاء جدران هذه البيوت  بالجبس لمكافحة الحشرات والحفاظ على معدل الحرارة و الرطوبة ليبقى البيت  باردا صيفا و دافئا شتاء. وتتكوّن عادة من مطمورة و خزانة و دكانة.

 بيوت جبلية ذات طابع معماري مميز

البيت الجبلي او "الغار" او  "ايرجي " كما يطلق عليه لدى عدد من  اهالي هذه المناطق اصبح اليوم مصدر رزق لعدد من الاهالي حيث  قاموا باعادة تهيئتة ليصبح  اقامة سياحية تستقبل ضيوف تطاوين للتمتع بجمال  المناطق الجبلية وتناول الاكلات الشعبية. وتلاقي هذه البيوت لاقت  اقبالا محترما من السياح.


واختار عدد آخر من الاهالي المحافظة على بيوتهم كجزء من تاريخ و ذاكرة  الاجداد  عبر صيانتها و ترميمها و الالتجاء اليها في بعض الأحيان.


مسجد الرقود السبعة

ومن بين المعالم الأثرية المهمة بالمنطقة مسجد الرقود السبعة و هو موقع أثري تشير الأسطورة انه يحمل كل العلامات التي أشار إليها القران في سورة الكهف حول المكان الذي آوى إليه الفتية السبعة المذكورين في السورة، ناهيك و أنّ الشمس تزاور يومياً فتحة المسجد عن اليمين في الشروق، وتقرضه ذات الشمال إذا ما غربت، أي أنّ الشمس تميل عن فتحة الغار عند مشرقها ولا تصيبه عند الغروب.


كما أن صومعة المسجد أيضاً تميل بوسطها في انحناءة خفيفة نحو اتّجاه القبلة، و مكان المسجد يتوسط جبلين و ذلك يتطابق مع ما ورد في القرآن، وفق الأسطورة المتداولة.

هذا إضافة إلى انه من أقدم بيوت الله بالجهة وتحيط به اضرحة عدد من الأولياء الصالحين و قبور كبيرة الحجم يتجاوز طولها 4 أمتار.

معاصر زيتون تاريخية

وتتوفر  بمنطقة شنني العديد من المعاصر القديمة  تم تشييدها من طرف الأهالي في كهف في عمق الجبل منذ اكثر من 300 سنة و حافظت على كل مكوناتها و تأمن كل سنة عملية عصر زيتون أهالي المنطقة و بعض عائلات الولاية و من ولايات مجاورة نظرا لجودة الزيت الذي تخرجه و تميزه بعدة خصوصيات أبرزها المحافظة على نفس الطعم والمذاق لفترة زمنية طويلة.

 و يشار الى ان عملية العصر تكون بطرق بدائية حيث يقوم "جمل" مغمض العينين بتحريك الرحي لعصر حبات الزيتون ليتم بعد ذلك تصفية الزيت عن ''الفيتورة '' بطريقة أخرى تقليدية. 

وتتميز المنطقة  بطريقة جني خاصة حيث ينطلق الموسم في شهر جانفي و يكتفي الأهالي بالتقاط الحبات المتناثرة تحت الأشجار باعتبار صعوبة عملية الجني لتفرع اغضان الأشجارو كثافتها و عدم القدرة على الوصول إلى أطرافها حيث تتوفر بالمنطقة أشجار زيتون تجاوز عمرها 900 سنة. 

ويستعمل  الأهالي "الخوابي" لتخزين الزيت في غرف مظلمة وذلك للمحافظة على جودة الزيت لمدة طويلة.

كل هذه  المعالم جعلت من منطقة شنني وجهة سياحية و قد اعدت جامعة السياحة الأصيلة ملف مشاركة في المسابقة العالمية لاختيار افضل قرية سياحية في العالم و من المنتظر التصريح بالنتائج خلال الفترة القادمة و يأمل الاهالي ان تتوج شنني لما في ذلك من مزيد دفع للاستثمار في قطاع السياحة.

الحبيب الشعباني

 

share