كادحات رغم واقعهن: دراسة تكشف هشاشة اقتصادية للنساء خاصة في الريف
قدمت اليوم المنسقة الوطنية لمشروع العدالة البيئية في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية إيناس الأبيض الدراسة الأخيرة للمنتدى حول أشكال الهشاشة البيئية والمناخية والاقتصادية للنساء خاصة في المناطق الريفية في علاقة بضعف الموارد المائية وبتراجع التنوع البيولوجي والتساقطات والحرائق.
وقالت الأبيض في تصريح لموزاييك إن هذه الدراسة شملت 3 مناطق لنساء يعشن في الغابات ويعملن في مجال تقطير النباتات الطبية والعطرية بالإضافة إلى تربية الأبقار والنحل خاصة في المناطق التي شهدت حرائق كبرى أدت إلى تراجع الغطاء النباتي، مشيرة إلى تدهور مداخيل هذه الفئة التي تعيش هشاشة اقتصادية كبرى.
وأضافت أن الدراسة شملت كذلك النساء في المناطق الريفية في المهدية ممن يعملن على تربية الأبقار ويواجهن صعوبات لتوفير الأعلاف لبقراتهن خاصة مع كبر السن والافتقار للتغطية الصحية والاجتماعية .
والحالة الثالثة التي شملتها الدراسة شملت الحياة الريفية في منطقة السقدود التي تشهد غيابا لمياه الشرب على المؤسسة الصحية الوحيدة في المنطقة والمتمثلة في مستوصف وهو ما جعل نساء المنطقة يعانين صعوبات كبرى خاصة الحوامل منهن والمرضعات والنساء اللواتي يعانين من أمراض في الجهاز التناسلي ومن أمراض حساسية وأمراض جلدية.
وأشارت محدثتنا في الخصوص إلى افتقار مدرسة هذه المنطقة كذلك إلى مياه الشرب وهو ما أدى الى عزوف الفتيات عن الدراسة لعدم توفر المياه بالوحدات الصحية الغير مجهزة كما ينبغي حسب وصفها.
ومن أهم التوصيات التي تضمنتها دراسة المنتدى حول الهشاشة البيئية والمناخية للنساء أكدت المنسقة الوطنية لمشروع العدالة البيئية إيناس الأبيض على ضرورة أن تدعم مبادرات المجتمع المدني النساء في المناطق الريفية مع ضرورة أن تأخذ التشريعات بعين الاعتبار وضعية هذه الفئة من النساء وأن تتكيف مع محيطها المعيشي من أجل ضمان مقاربة عادلة وناجعة.
ودعت جميع المتدخلين والفاعلين الى اتباع تمشّ مستدام ومنسجم في الشأن التربوي خاصة في الأرياف وضرورة دعم قدرة النساء على مواجهة التحديات المناخية والبيئية عن طريق برامج تدريبية تشمل تطوير قدراتهن في استعمال التكنولوجيا الحديثة على وجه الخصوص بالإضافة إلى برامج تكوين ودعم اقتصادي .
وأكدت الأبيض على ضرورة الحفاظ على موارد رزق النساء في المناطق الريفية وتوفير التغطية الصحية والاجتماعية اللازمة خاصة للنساء العاملات في مختلف المجالات وأساسا الفلاحي ودعم الممارسات الفلاحية المستدامة والمتأقلمة مع أزمة الجفاف ونقص الأمطار وتبني مقاربة النوع الاجتماعي في استراتيجيات مكافحة التغير المناخي بالإضافة إلى ضرورة تحسين البنية التحتية وشبكة توزيع المياه في جميع الجهات .
بشرى السلامي