تسببت في وفاة العديد:لماذا يلجأ الشباب التونسي إلى خمور تقليدية الصنع؟
استهلاك التونسيين للكحول والخمور بشكل عام ظاهرة ليست بالجديدة خصوصا أنها مرتبطة بالتاريخ الحضاري لتونس باعتبارها دولة متوسطية منفتحة بالإضافة إلى أن ظاهرة الصنع قديمة جدا حتى أن اسم القائد القرطاجي "ماغون" _الذي يلقب بأبي الفلاحة _ أطلق على أحد أنواع النبيذ التونسي المطلوب حتى دوليا.
تحولات عديدة في المجتمع التونسي
يؤكد أستاذ علم الاجتماع زهير بن جنات أن المجتمع التونسي متصالح مع هذه الظاهرة إلى حد كبير طالما لم تتجاوز حدودا معينة ولكنه شهد في السنوات الأخيرة عدة تحولات بعد دخول تفكير تقليدي ومتطرف وغير متسامح بشكل عام ليصبح للخمور معاني أخرى .
مصدر أساسي للضرائب
أولى هذه المعاني يلخصها أستاذ علم الاجتماع في تعاطي الدولة مع هذه المادة والتي تراها أساسا مصدرا لتوفير الضرائب خصوصا أنها أكثر قطاع يدفع ضرائب مثلها مثل التبغ .
أما المعنى الثاني فيتثمل حسب زهير بن جنات في الوصم الموجه لمستهلك الخمور في بعض الأماكن وخاصة في الجنوب التونسي الذي شهد مؤخرا فاجعة بعد تسجيل 5 حالات وفاة وتسمم أكثر من 40 آخرين في ولاية مدنين بعد استهلاكهم لكحول محلية الصنع.
10 وفايات بسبب "القوارص" في سنة 2021
كما شهدت ولاية القصرين في 7 فيفري 2021، وفاة 10 أشخاص من بين 53 شابًا تناولوا مشروب "القوارص" في حفل زفاف بأحد أرياف الولاية.
ويعدّ عطر"الكولونيا" المعروف بـ"القوارص" والمخلوط بمادة "الميتانول" من أشهر المشروبات المنتشرة في الأحياء الفقيرة بالمدن التونسية وفي أرياف الوسط الغربي.
رغبة في استهلاك الخمور مع محاولة عدم إظهار ذلك
ويضيف بن جنات أن المواطن التونسي يرغب في استهلاك الخمور مع محاولة عدم إظهار ذلك ويتجه إلى الاستهلاك بطريقة سرية .
ولضمان هذه السرية يتجه التونسي إلى اقتناء الخمور من النقاط غير القانونية وهو نشاط اقتصادي كامل ويوفر مداخيل كبيرة وهي سوق استهلاكية حقيقية متواجدة في كامل ربوع البلاد التونسية وخاصة في المدن والمعتمديات التي لا تتواجد بها نقاط بيع قانونية.
الترفيع المتتالي والمتواصل لأسعار الخمور
ووفق أستاذ علم الاجتماع زهير بن جنات، فإن الترفيع المتتالي والمتواصل لأسعار الخمور من قبل الدولة جعل العديد من التونسيين غير قادرين على اقتناء الأنواع المعروفة خاصة عندما تباع في السوق السوداء حين يرتفع السعر حتى إلى الضعف وهو ما يؤدي إلى توجههم إلى استهلاك خمور مصنعة بصفة تقليدية وغير مراقبة وتؤدي إلى التسمم وحتى إلى الوفاة.
كريم وناس