ذكرى ملحمة تمغزة: يوم إسقاط أول طائرة للعدو في تاريخ تونس
تعتبر ملحمة تمغزة التي وقعت يوم 9 أكتوبر 1954 من المعارك الأعنف في تاريخ الحرب ضد الإحتلال الفرنسي. وجدت أحداثها بمعتمدية تمغزة بولاية توزر، اذ شاركت فيها 8 مجموعات قتالية من المجاهدين.
مجموعة كان على رأسها الشيخ العربي العكرمي و الثانية الازهر الشرايطي و الثالثة محمد بالعكرمي الرداوي و الرابعة عمار بني و الحامسة علي بالحاج الوهيبي و السادسة عبد الحميد العكرمي و السابعة بوشمال الكريمي و الثامنة لا يعرف قائدها وبالغ عددهم 232 رجلاً.
وكان الجيش الفرنسي متكوناً من 1800 مقاتل قدموا من حامية قفصة-صفاقس وقابس متسلحين بعدد كبير من مدافع الميدان و مجنزرات و طائرتين مقاتلتين و طائرة استطلاع.
المجاهدون كانوا على علم ان هناك هجوماً فرنسياً وشيكاً مع حوالي منتصف النهار من يوم 9 اكتوبر 1954 عن طريق العميل المزدوج المجاهد خميس القرقني، الذي اعلم القوات الفرنسية بمكان وجود المجاهدين و ذلك تبعا للخطة للإيقاع بالفرنسيين في جبال تمغزة.
قدم الجيش الفرنسي الأول من المتلوي و الجريد و اشتبك مع مجموعة الأزهر الشرايطي و علي الوهيبي و وصل الجيش الثاني بعد ساعة من الرديف حيث استقبل بالرصاص من مجموعات العكارمة و استمرت المعركة الى غروب الشمس.
وتمركز المجاهدون على قمة و سفح الجبل ولم يتمكن الجيش الفرنسي من التقدم اكثر لطبيعة التضاريس الجبلية الوعرة حيث استعمل الفرنسيون مختلف أنواع الأسلحة من مدفعية و دبابات و قنابل حارقة بالإضافة إلى ثلاث طائرات. و تم إسقاط واحدة بواسطة رصاصتين ملغمتين عن طريق المجاهد الكبير العربي العكرمي و قتل ضابطان كانا على متنها، وهي الطائرة المعادية الأولى والأخيرة التي أسقطتها تونس في تاريخها.
وحوكم المجاهد العربي العكرمي مسقط اول واخر طائرة معادية في تاريخ تونس ب20سنة اشغال شاقة أطلق سراحه بعفو بعد انقضاء نصف المدة.
الشهيد الوحيد في المعركة هو المجاهد بوشمال الكريمي وعشرات من الجرحى بينهم المكي بن بلقاسم العكرمي الذي فقد عينه.
وتم إحصاء حوالي 150 إلى 200 قتيلاً في صفوف الجيش الفرنسي و مئات الجرحى و تواصلت عملية انتشال الجرحى 48 ساعة لوعورة المكان.
للاشارة حاول احد السينمائيين التونسيين تجسيد هذه المعركة في السبعينات و تم إيقافه من طرف السلطات.