languageFrançais

شهادة ناج من غرق مركب بليبيا: الحاجة هي من دفعتنا إلى قوارب الموت

شهادة ناج من غرق مركب بليبيا: الحاجة هي من دفعتنا إلى قوارب الموت

عاد تسعة شبان من أبناء بن قردان كانوا نجوا من حادثة غرق مركبهم قبالة السواحل الليبية أثناء عملية هجرة غير شرعية وذلك من مجموع 11 شابا نجوا من هذه الحادثة أمس السبت 3 جويلية 2016 منهم شاب من جرجيس ومصريين اثنين في حين تلقت عائلة واحدة خبر وفاة ابنها، عقب هذه العملية .


وروى أحد الناجين رفض ذكر اسمه لوكالة تونس إفريقيا للأنباء ، أنهم كانوا مجموعة تضم ستة وعشرين شخصا من بن قردان ومصريين اثنين أبحروا ليلة الجمعة من احد الموانئ الليبية في اتجاه ايطاليا غير انه بعد نحو ساعة من الإبحار غمرت المياه المركب فوجدوا أنفسهم يصارعون مع الأمواج خاصة وان البحر كان مضطربا.  


وأضاف أنّ الناجين حاولوا أن يبقوا متمسكين بالمركب وظلوا يقاومون نحو ساعتين الى أن لمحهم بحارة على متن مراكبهم هبوا الى نجدتهم وأنقذوهم فيما غرق البقية وكلهم من أبناء بن قردان.  


وقال الناجي انه دخل ليبيا بطريقة رسمية عبر معبر رأس جدير في نية للهجرة نحو ايطاليا بسبب فقدان الأمل في الحياة الكريمة وبحثا عن الرزق الذي لم يعد متاحا في منطقته بن قردان، مشيرا إلى أنّ الحاجة هي التي تدفع الإنسان الى أن يلقي بنفسه الى مصير مجهول أو حتى الى الموت لأن كل السبل ضاقت إمامه ، حسب تعبيره.  


أما ابن عم المتوفي بدر وصديقه نور الدين خرجي، فتحدث عنه بكل حسرة وحزن قائلا ''إنّ العائلة فجعت بخبر موت ابنها وتفاجأت بعملية الهجرة غير الشرعية التي حاول القيام بها فمنذ فترة راودته هذه الفكرة إلا أنّ والده منعه واخذ منه جواز سفره لكن نفذها هذه المرة لاسيما بعد احتراق سيارته على الحدود التونسية الليبية وهي أداة عمله الوحيدة يستعملها في نقل البنزين المهرب.


وأضاف أنّ هذا الشاب بعد أن فقد مورد رزقه الأساسي هو وعائلته الفقيرة الحال فقد معه كل أمل في الحياة فاستوت عنده الأمور حتى وان كانت الإلقاء بنفسه في أحضان المجهول أي في قوارب الموت حسب تعبيره، مشيرا الى أنّ شباب بن قردان المهمش حسب قوله أضحى تائها بين "خطر التهريب وإرهاب داعش وإرهاب الطرقات وما تخلفه من حوادث قاتلة".


و شدد على ضرورة إن تولي الحكومة شباب بن قردان وكل المنطقة التي تفتقد إلى كل مقومات التنمية أو حتى الحياة اهتماما خاصا.


يذكر أنّ "مدينة بن قردان" اهتزت يوم أمس السبت على فاجعة فقدان مجموعة من شبابها أثناء غرق مركب في عملية هجرة غير شرعية. وحسب الناشط الحقوقي مصطفى عبد الكبير فان ستة عشر (16) شابا في عداد المفقودين تم العثور فقط على جثة واحد منهم فقط.
 

صورة توضيحية

share