نحو استثمار إشعاع زيت الزيتون التونسي عالميا لتطوير الصادرات
قال رئيس المدير العام للديوان الوطني للزيت، معز بن عمر، إنّ الجوائز الأخيرة التي تحصّل عليها زيت الزيتون التونسي في مسابقة "ماريو سوليناس"، التي تُعدّ مرجعية في مجال الجودة، تؤكّد مكانة زيت الزيتون التونسي في السوق العالمية، وهي المكانة التي تعمل السلطات المعنية على مزيد تدعيمها، خاصة من خلال الترويج للزيوت المعلّبة، إلى جانب العمل على تطوير الاستهلاك المحلي.
وكانت تونس واحدة من بين الدول الثلاث المتوّجة بالذهب في مسابقة "ماريو سوليناس"، حيث تخضع الزيوت لاختبارات دقيقة، ولم تتمكن سوى 32 عيّنة من التتويج بالجوائز من بين 130 عيّنة مشاركة من 11 بلدا.
وقد توّجت تونس بميدالية ذهبية إلى جانب إسبانيا (أربع ميداليات) والبرتغال (ميدالية)، فضللا عن حصولها على جوائز أخرى خلال المسابقة نفسها.
وتشارك تونس في عدّة مسابقات دولية خاصة بزيت الزيتون، حيث يتميّز المنتوج التونسي بجودة عالية تجعله يحصد ما معدّله 300 ميدالية سنويا، وهو ما يعكس مكانته المتميزة في السوق العالمية.
وشدّد المدير العام للديوان الوطني للزيت، في تصريح لموزاييك خلال مداخلة في برنامج "صباح الناس"، على ضرورة استثمار مثل هذه النجاحات لتعزيز حضور الزيت التونسي في الأسواق العالمية وتوسيع إشعاعه، من خلال تظافر جهود جميع الأطراف المتدخلة.
وتمثّل نوعية "البكر الممتاز" 85 بالمائة من إجمالي الصادرات التونسية من زيت الزيتون، التي تُسوَّق إلى 60 سوقا عالمية، تستحوذ إسبانيا وإيطاليا على 60 بالمائة منها.
ومع ذلك، فإنّ مكانة زيت الزيتون التونسي تعزّزت أيضًا في أسواق أخرى، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا (25 بالمائة من الصادرات تتوجّه إلى هذين البلدين)، بالإضافة إلى توسّع حجم التسويق في السوق البرازيلية.
كما تعزّز حضور الزيت التونسي في الأسواق الآسيوية وأسواق الخليج، مع تطوّر تدريجي في الصادرات نحو الأسواق الإفريقية.
وأوضح بن عمر أنّ الهياكل المعنية تعمل على استثمار جودة الزيت التونسي لاختراق أسواق جديدة وتعزيز الأسواق الحالية، من خلال تكثيف البرامج الترويجية بالتعاون مع ، ومن بينها مركز النهوض بالصادرات (CEPEX) والمركز الفني للتعبئة والتغليف (PACKTEC)، إلى جانب ديوان الزيت.
بوادر موسم واعد
من جهة أخرى، أشار بن عمر إلى وجود مؤشرات مناخية واعدة تُبشّر بموسم جيد، مع توقّعات بتجاوز إنتاج الموسم الحالي المُقدّر بـ 340 ألف طن.
لكن تراجع الأسعار في الأسواق العالمية مقارنة بالموسم المنقضي (أكثر من 5 مليارات دينار) أدى إلى انخفاض في العائدات ، رغم تطوّر الكميات، حيث بلغت خلال الأشهر الخمسة الأولى من الموسم 157 ألف طن، وهو رقم يتجاوز معدّل الكميات المُصدّرة خلال المواسم الخمسة الماضية، وفق بن عمر.
ولتحقيق أكبر عائدات ممكنة، شدّد بن عمر على ضرورة تسريع نسق التصدير، مع التركيز على تصدير الزيت البيولوجي والمعلّب من أجل تثمين المنتوج وتحقيق تطوّر يستند إلى جودة الزيت التونسي.
تطوير الاستهلاك المحلي
وعلى الصعيد الوطني، أشار بن عمر إلى وجود إرادة لتعزيز إستهلاك السوق المحلية، التي يُقدّر حجمها حاليا بين 40 و50 ألف طن سنويا، وهي كميات تُعدّ ضعيفة بالنظر إلى مكانة تونس كواحدة من أكبر منتجي زيت الزيتون في العالم.
لكن هذا الهدف يصطدم بارتفاع الأسعار، التي لا تتلاءم مع القدرة الشرائية للمستهلك التونسي، ما دفع السلطات المعنية إلى إطلاق برامج لتوفير زيت الزيتون للمستهلك المحلي بأسعار تفاضلية.
ولفت بن عمر إلى تطوّر في إقبال المستهلك التونسي على زيت الزيتون، بفضل وعيه المتزايد بفوائده الغذائية ومزاياه الصحية.
شكري اللّجمي