languageFrançais

وجيه ذكار: ظروف العمل والأجور الزهيدة وراء هجرة الأطباء للخارج

وجيه ذكار: ظروف العمل والأجور الزهيدة وراء هجرة الأطباء للخارج

تشير الأرقام الرسمية للدولة التونسية إلى أن أعداد الكفاءات التونسية التي تغادر البلاد من أجل العمل في الخارج أخذت منحاً تصاعديا خلال السنوات الأخيرة، مما قد يُؤثر سلبا على الاقتصاد التونسي من خلال عدم الاستفادة من هذه الكفاءات، بالإضافة إلى إمكانية فقدان هذه الكفاءات في بعض المجالات الحيويّة وأساسا في ميدان الطبّ والهندسة.

نزيف هجرة المهندسين

ونبّه عميد المهندسين التونسيين، كمال سحنون، في تصريح لموزاييك اليوم الخميس 13 مارس 2025، من النزيف الحاد في الكفاءات الهندسية، بسبب تدهور أوضاعهم المهنية والمادية.

وأكد أن آلاف المهندسين يغادرون تونس سنويًا في اتجاه بلدان أوروبية وأمريكا وكندا والخليج العربي وكذلك بعض البلدان الإفريقية، مما يهدد مستقبل التنمية والتطور في البلاد،

وأشار عميد المهندسين التونسيين في هذا الصدد، إلى الدراسة التي أعدّها المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية، والتي خلُصت إلى أنّ معدل هجرة المهندسين خلال السنوات الأخيرة بلغ 6500 مهندس سنويًا، و أنّ كلفة تكوين المهندس الواحد تناهز المائة ألف دينار وبالتالي تونس تخسر 650 مليون دينار سنويا، وفق تقديره.

تفاقم هجرة الأطباء

وفي ذات السياق، حذّر رئيس المنظمة التونسية للأطباء الشبان، وجيه ذكار، في تصريح لموزاييك من تفاقم ظاهرة هجرة الأطباء التونسيين إلى الخارج، مشيرا إلى أنّه في سنة 2010 غادر 266 طبيبا فقط في حين ارتفع هذا الرقم إلى 1590 طبيبا في سنة 2023.

وأضاف أن عديد الأطباء أصبحوا يغادرون قبل إتمام دراستهم، لافتا إلى أنه سنويا يتخرج 35 طبيبا في طب الاستعجالي في تونس، لكن في السنة الحالية تخرج 10 أطباء فقط.

أسباب الهجرة

وتطرّق رئيس المنظمة التونسية للأطباء الشبان، إلى الأسباب التي تدفع الأطباء التونسيين إلى مغادرة البلاد، ومن أبرزها ظروف العمل السيئة والأجور الزهيدة، مبيناً أنّ الطبيب في تونس بعد 11 سنة دراسة، يُخصّص عاما كخدمة مدنية إجبارية بين وزارتيْ الدفاع والصحة، ويتلقى مقابلها أجرا قدره 1200 دينار، ليقوم بعدها بالاختيار بين مواصلة العمل في المستشفى بأجر 2500 دينار أو كأستاذ جامعي بأجر قيمته بين 3000 و3500، أو التوجّه نحو القطاع الخاص والهجرة.

وأشار إلى أنّ 50 بالمائة من الأطباء العاملين في المستشفيات العمومية غير راضين على ظروف العمل و93 بالمائة غير راضين على الأجور التي يرون أنّها لا تتناسب مع القيمة العلمية للطبيب.

ولفت في هذا الصدد إلى أن الطبيب في قسم الاستعجالي يشخصّ 300 مريض في اليوم، ويعمل 100 ساعة في الأسبوع، وسط ظروف صعبة وعدم توفر أغلب التجهيزات وغياب الحماية، حيث بلغ الأمر حدّ تسجيل حالات اعتداء يومية على الأطباء في المستشفيات.


خليل عماري

share