languageFrançais

بالشيخ: جائزة الخيول العربية الأصيلة تعكس ارتباط تونس العميق بإرثها

شهد ميدان قصر السعيد بولاية منوبة، اليوم الأحد 29 ديسمبر 2024، تظاهرة رياضية وثقافية من تنظيم شركة سباق الخيل تمثلت في  "جائزة وزارة الفلاحة للخيول العربية الأصيلة"، التي جاءت ختاما لموسم السباقات لهذا العام. 


الحدث لم يكن مجرد سباق بل كان احتفاءً بالإرث التونسي العريق، حيث اجتمع عشاق رياضة الفروسية من مختلف الجهات، في أجواء عكست ارتباط تونس العميق بالخيول العربية الأصيلة، وفتح باب النقاش حول مستقبل هذا القطاع المهم.


وأشرف وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، عز الدين بن الشيخ، اليوم على فعاليات هذه الجائزة بحضور  محافظ البنك المركزي التونسي، ووالي الجهة وعدد من نواب الشعب، وخلال كلمته بهذه المناسبة، عبّر الوزير عن أهمية هذا القطاع باعتباره جزءًا أصيلًا من التراث التونسي.  


وقد فاز بجائزة وزارة الفلاحة للخيول العربية الأصيلة، الحصان " LAITEB" الذي جاء في المرتبة الأولى للسباق وهو تابع لإسطبل احمد السعيد.


قطاع متعدد الأبعاد

وقال الوزير عز الدين بن الشيخ في تصريح لموزاييك "سعيد جدًا اليوم بالتواجد هنا في ميدان قصر السعيد للإشراف على هذه الفعالية التي تعبّر عن اهتمام وزارة الفلاحة بتطوير قطاع الخيول الأصيلة. هذا القطاع، بالنسبة لي، ليس مجرد نشاط فلاحي أو رياضي، بل هو قطاع متعدد الأبعاد، يحمل في طياته قيمة ثقافية عريقة، وفرصًا اقتصادية واعدة، إضافة إلى دوره السياحي الكبير، ونحن نؤمن بأن الاستثمار في هذا المجال يمكن أن يكون ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في تونس."


وأكّد الوزير في نفس السياق أن وزارة الفلاحة تسعى إلى النهوض بهذا القطاع من خلال استراتيجيات واضحة تهدف إلى تعزيز إنتاجية وجودة الخيول التونسية الأصيلة، التي تُعد من بين الأفضل على مستوى العالم. 


وأضاف بن الشيخ، "الخيول العربية الأصيلة والتونسية ليست فقط إرثًا ثقافيًا يجب الحفاظ عليه، بل هي أيضًا عنصر تنافسي في الأسواق العالمية بفضل جودة سلالتها وأدائها المميز. رغم أنني حديث العهد بالتفاصيل التقنية لهذا المجال، إلا أنني بعد حديثي مع المختصين، أدركت مدى الأهمية التي تحظى بها خيولنا في العالم، ونحن ملتزمون بتوفير كل الإمكانيات اللازمة لدعم هذا القطاع، سواء على مستوى تحسين السلالات أو توفير البنية التحتية المناسبة."


وأشار الوزير في ذات التصريح إلى أهمية توسيع الفعاليات المرتبطة بالخيول الأصيلة في تونس لتعزيز السياحة الرياضية والثقافية، كما أن هذه الفعاليات ليست مجرد مسابقات، بل هي فرصة للتعريف بتونس وبتراثها العريق، وإبراز الإمكانيات التي يمكن أن نقدمها للسياحة الرياضية والثقافية".

وختم عز الدين بن الشيخ تصريحه بأن تونس  بحاجة إلى تعزيز هذه الأنشطة لتصبح جزءًا من الصورة التي تُصدرها تونس للعالم."

حاتم المرناوي: الخيول التونسية الأصيلة جزء من تاريخنا العالمي ورمز لثرائنا الثقافي والاقتصادي


بدوره حاتم المرناوي، الرئيس المدير العام لشركة سباق الخيل،أكد  في تصريح لموزاييك، أن هذا الحدث فرصة  يحتفى بها بتراث الخيول التونسية الأصيلة، قائلاً "اليوم، نختتم عامًا حافلًا بسباقات الخيول العربية الأصيلة والخيول البربرية، هذا الإرث الوطني الذي يجمع بين الموروث الثقافي والرياضي والاقتصادي. الخيول التونسية ليست مجرد حيوانات نعتني بها، بل هي جزء من هويتنا الوطنية ورمز تاريخي يعكس أصالة تونس وعراقتها."

وأضاف المرناوي"تُعد الخيول التونسية جزءًا من التاريخ العالمي، حيث لطالما كانت وسيلة للتواصل والدبلوماسية بين السلاطين والملوك، وأصبحت اليوم وسيلة لتعزيز الاقتصاد الوطني، إضافة إلى قيمتها الصحية والنفسية، فالخيول تساعد على تخفيف التوتر النفسي، وتساهم في علاج أطفال التوحد، مما يبرز أبعادها الإنسانية والاجتماعية."


وأشار المرناوي إلى النجاحات التي حققتها الخيول التونسية في السباقات العالمية، قائلاً:  "أينما تذهب في العالم، ستجد أبطال سباقات خيول من أصول تونسية، الخيول العربية الأصيلة التي تنحدر من السلالة التونسية تحتل مكانة مميزة في السباقات الدولية. هذا الفخر هو نتاج الجهود المبذولة من الفلاحين والمربين والمدربين الذين يعملون بجد للحفاظ على هذا الإرث الوطني."

وأضاف الرئيس المدير العام لشركة سباق الخيل "في تونس، لدينا ثلاثة أنواع من الخيول، تتسابق على مدار العام في مختلف الفعاليات. هذا التنوع يعكس الاهتمام الذي نوليه لتطوير القطاع ودعم التربية المحلية."

وأوضح المرناوي التحديات التي تواجه القطاع، قائلًا:  "النقائص المالية أثرت على أداء الشركة وعلى استمرارية دعمها للقطاع، نعمل اليوم بالتنسيق مع وزارة الفلاحة والجهات ذات العلاقة لوضع رؤية استراتيجية تتضمن تحسين منظومة الإنتاج، دعم السباقات، وتحديث أنظمة الرهان لتتماشى مع التطورات الحديثة، وهناك وعود من الجهات الرسمية لإعادة النظر في السياسات المالية الخاصة بهذا القطاع في القريب العاجل."

واختتم المرناوي حديثه بدعوة الجميع لدعم هذا القطاع، قائلاً "رياضة سباق الخيول ليست مجرد ترفيه، بل هي مجال يحمل فوائد اقتصادية وصحية واجتماعية متعددة. ندعو جميع التونسيين لدعم هذا القطاع والمشاركة فيه، سواء كمتفرجين، مستثمرين، أو حتى ممارسين. أبوابنا مفتوحة للجميع لنشر ثقافة الخيول وتعزيز هذا الموروث الوطني."

فالخيول العربية الأصيلة لم تكن يومًا مجرد وسيلة للنقل أو الرياضة، بل كانت جزءًا من تاريخ طويل يمتد إلى العصور القديمة، حيث كانت تُستخدم في الحروب والاحتفالات، وترمز إلى القوة والعزة. 
اليوم، وبعد قرون من هذه العلاقة العميقة، تواصل الخيول التونسية كتابة تاريخها في سباقات عالمية، مما يعكس ارتباط التونسيين العميق بهذا التراث، ويؤكد على أهمية المحافظة عليه وتنميته للأجيال القادمة.

صلاح الدين كريمي 

 

 

share