languageFrançais

النادي الصفاقسي.. قصة 96 سنة من الأمجاد

النادي الصفاقسي.. قصة 96 سنة من الأمجاد

قبل 96 سنة بالتمام والكمال ظهر الى النور وتاسس بالشكل القانوني الفريق الاول لعاصمة الجنوب واحد الرباعي الكبير للكرة التونسية وذلك يوم 28 ماي 1928 في فترة الاستعمار الفرنسي وقد تأسس حينها تحت اسم النادي التونسي في اشارة الى الهوية واتخذ من الاخضر ( تونس الخضراء ) والاحمر ( اللون الطاغي للعلم الوطني ) لونيه المميزين  بل واكثر من ذلك زاد فوضع علم تونس ضمن شعاره الاصلي اعتزازا بالانتماء وتاكيدا على النهج الوطني الذي انبنى عليه الفريق.

ومنذ التأسيس حرص فريق عاصمة الجنوب على ان يكون ويبقى مدرسة رياضية وتربوية وتثقيفية بامتياز تحتضن الناشئة وتصقل مواهبهم وتمكنهم من فرص تفجير طاقاتهم الكروية والابداعية وكافح في سبيل ذلك كثيرا خلال الفترة الاستعمارية الراغبة في طمس الهوية والفرنسة ونجح نادي عاصمة الجنوب بهذا الشكل النضالي على الصعيد الرياضي في ان  يلعب دوره الوطني بامتياز وان يساهم في الحفاظ على الهوية والانتماء ومر في تاريخه الطويل بعديد الفترات والمراحل المتفاوتة بين الشدة واليسر ومع ذلك حافظ على الثبات على المبدا وان يكون بعد الاستفلال احد الاعمدة الكبيرة لرياضتنا وكرتنا باحتضانه لمختلف الانشطة الرياضية التي تقبل عليها الناشئة وفتح مختلف الفروع الممكنة لكل الاصناف من الرياضات الجماعية الى الرياضات الفردية واصبح رقما مهما في المشهد الرياضي ببلادنا حيث قام في سنة 1962 بتغيير اسمه من النادي التونسي الى النادي الرياضي الصفاقسي كما قام بتغيير لونيه المميزين من الاحمر والاخضر الى الابيض والاسود وبعد ان نجح في النصف الثاني من ستينات القرن الماضي في الفوز بعديد الالقاب والنجاحات في اصناف شبان كرة القدم فانه بدأ في تذوق القابه المحلية بكوكبة من ابرز اللاعبين المتميزين كرويا واخلاقيا وعلميا والاسماء عديدة للقامات التي انجبها الفريق وكان الفوز باول لقب للبطول الوطنية في كرة القدم موسم 1968 ـ 1969 ثم بعد سنتين كان الفوز باول ثنائي له موسم 1970 ـ 1971 وتتالت النجاحات لتكون سنة الاحتفال بالخمسينية مناسبة للفوز ببطولته الثالثة موسم 1977 ـ 1978 وفي ذات الوقت باهداء المنتخب الوطني 3 من ابرز لاعبيه على مر التاريخ وهم حمادي العقربي ومحمد علي عقيد ومختار ذويب ليصنعوا مع المنتخب ملحمة الارجنتين 1978 في اول مشاركة تونسية في مونديال كرة القدم وشهدت فترة الثممانينات اضافة بطولتين اخريين لكرة القدم وكذلك عديد الالقاب المحلية والعربية والافريقية في الكرة الطائرة بابطال من امثال غازي المهيري والهادي الكراي  وحمادي الحشيشة وحمادي صرصار وفؤاد كمون الذي تولى تدريب الفريق شابا ونجح بمثل نجاحات الاسطورة الراحل صالح بركية.
كما تميز لسنوات طوال فريق فتيات كرة السلة بعديد الالقاب الوطنية مع تشريف تونس في المحافل العربية والقارية بعديد اللاعبات الممتازات من امثال هادية الغرياني وسامية بالعالية وفاطمة برك الله وفاطمة زقروبة وهالة دلهوم وفائزة السوداني


كما نجح النادي الرياضي الصفاقسي في صنع وتكوين عديد اللاعبين واللاعبات في الرياضات الفردية وتميزوا في الجيدو والملاكمة والعاب القوى وغيرها ومن بين الاسماء الكبيرة نذكر عبد المجيد السنوسي وصلاح الرقيق وسعاد بوزيان ولمياء مقني وحبيبة الغريبي والهادي شعبان وحسن الجلاصي والقائمة لا تحصى ولا تعد.


وقد ركزنا في تعداد الاسماء على الفترات السابقة التي طال العهد ببعضها واما في فترة الالفينات فذاكرة الاحباء الحاليين قادرة على معرفة اسماء نجوم والقاب هذه المرحلة.


وبقدر ما نجح النادي الرياضي الصفاقسي محليا بعديد الالقاب والكؤوس والمشاركات الاقليمية والقارية والدولية فانه نجح في ان يكون اول فريق تونسي يفتتح المشاركة التونسية في المسابقات الافريقية سنة 1984 ووضعته القرعة حينها في الدور السادس عشر مع الزمالك المصري الذي يعد وقتها اقوى فرق القارة كما نجح النادي الرياضي الصفاقسي في ان يتوج بالنسخة الاولى من دوري ابطال العرب ببيروت سنة 2004 ونجح في ان يكون صاحب الرقم القياسي على مستوى الفوز بكأس الكنفدرالية ( 4 مرات ) ونجح ايضا في ان تقترن احتفالاته بخمسينيته بالفوز بلقب بطولة تونس 1978 وان تقترن احتفالاته بسعينيته بالفوز باول كاس للكنفدرالية في تاريخه 1998 ونجح ان تقترن احتفالاته بثمانيته بفوزه بثالث القابه في كاس الكنفدرالية الافريقية  2008.


وقد نجح الفريق في ان يكون مدرسة رياضية عريقة جلب اليه احترام كل المتاعبين للشان الرياضي من مختلف الجهات بطابعه الفني الاصيل وبانجابه للاعبين كبار بقيمة الاسطورة وساحر الاجيال حمادي العقربي والفهد الاسمر صاحب انجح مسيرة احترافية في البطولات الاوربية حاتم الطرابلسي.


النادي الرياضي الصفاقسي او قلعة الاجداد كما يحلو ويروق لكثير من احبائه تسميته يطفئ اليوم شمعته الـ 96 بامل ان يستعيد نجاحاته وابداعاته محليا واقليميا وقاريا ودوليا ولكن بشرط ان ان يتم استغلال هذه المناسبة للم شمل العائلة ووحدة الصف ووضوح الهدف والتفكير في حاضر ومستقبل الجمعية كامانة تركها الاجداد وينبغي ان يحافظ عليها الحاليون والاحفاد وهو ما يفترض اعادة هيكلة النادي وتعصير طرق عمله والعمل على استقطاب الكفاءات من ابناء النادي من ذوي الخبرة واعتماد الحوكمة الرشيدة كفعل حقيقي ولا كشعار  اجوف خالي من مضامينه الحقيقية.


لكل ابناء النادي الرياضي الصفاقسي ومريده .... لكل عشاق قلعة الاجداد في كل مكان نقول لهم كل عام وانتم بخير ... كل عام وقلعة الاجداد كوكب منير في سماء كرتنا يشرف تونس في مختلف المحافل والتظاهرات الدولية.

 فتحي بوجناح

الكلمات المفاتيح :النادي الصفاقسي
share