الفن السابع يقتحم القضبان: العرض الأول لأفلام أيام قرطاج داخل السجون
"المساجين مواطنون عوقبوا عبر حرمانهم من حريتهم، لكن حقهم في الثقافة والحياة مكفول ولا يجب أن يحرموا منه.. ونحن عبر هذه التجربة في سنتها الرابعة، نسعى إلى تحقيق فكرة دخول السينما العالمية بما تحمله من تجارب متنوعة ورسائل إنسانية وأفكار تنويرية، إلى داخل السجون.."، هذا ما أكدته غابريال رايتر مديرة مكتب تونس للمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب في تقديم برمجة أيام قرطاج السينمائية في السجون 2018.
''الأمر بدأ حلما، ثم تحوّل إلى فكرة، وها نحن اليوم في الدورة الرابعة من هذه التجربة التي تعتبر تونس سبّاقة فيها'' وفق نجيب عياد مدير أيام قرطاج السينمائية، الذي شدد على أن الأهم من عرض الأفلام نفسها، هو النقاش المهم الذي سيدور بعدها بين نزلاء السجون والمخرجين والممثلين، وقال "يمكنني أن أؤكد أن هذه التجربة هي من أجمل الأفكار والمشاريع الموجودة اليوم في أيام قرطاج السينمائية''.
وأكد نجيب عياد على أن أفلاما ستعرض لأول مرة داخل السجون، على غرار فيلم "في عينيا'' لنجيب بالقاضي الذي سيكون فيلم عرض إفتتاح هذه الدورة التي تدوم لستة أيام، بداية من الأحد 4 نوفمبر، داخل قاعة هُيّئت للغرض بسجن المرناقية. وأكد الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للسجون والإصلاح سفيان مزغيش، أن إدارة سجن المرناقية تمكنت من تجهيز قاعة تسع 500 سجينا سيواكبون هذا العرض، في حين تتراوح طاقة استيعاب بقية القاعات بين 50 و200 سجينا.
وستكون العروض إضافة إلى سجن المرناقية، في كل من برج الرومي ومرناق والمسعدين ومركز الأطفال الجانحين بسيدي الهاني وسجن المهدية، في حين تم توقيع شراكة بين المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب وإدارة السجون والإصلاح من أجل تعميم التجربة في بقية السجون على مدى بقية أيام السنة.
ومن جهتها، أكدت يعاد بن رجب منسقة برامج بالمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، أن إختيار سجن المسعدين كان لاحتوائه جناحا نسائيا، قائلة "يهمنا أن نمسّ النساء، في حين لم يكن ممكنا في هذه الدورة أن ننظم عروضا داخل سجن منوبة، كما أن إختيار مركز الأطفال الجانحين بسيدي الهاني، كان لأهمية الترفيه والتوعية لهذه الشريحة من الأطفال".
كما شددت على أن اختيار الأفلام كان دقيقا، وتم التركيز على أفلام "ترفيهية'' وتبعث على الفرح وحتى الفكاهة، كما تحمل رسائل تدعو للانفتاح والتسامح وقيم الإنسانية..
وفي سياق آخر، وفي إجابة عن ما إذا كان المساجين المتعلقة بهم قضايا إرهابية سيشاركون في مشاهدة هذه العروض، أجاب الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للسجون والإصلاح، بأنه تبقى لإدارة السجن سلطة الإختيار، قائلا "لا توصيات باقصاء اي فئة.. لكن لمدير السجن سلطة القرار، السجناء الذين لا يمثلون خطرا كبيرا ولوحظ عليهم تحسن في السلوك والفكر سيتمكنون من المشاركة".
أمل الهذيلي