معرض 'شموس أخرى' لبشير بوصندل يعيد تشكيل الفن والحس الإنساني
يستضيف مركز الفنون B7L9 بمنطقة البحر الازرق في المرسى، المعرض الفردي الأول للفنان الفرنسي-التونسي بشير بوصندل، بعنوان "شموس أخرى".
ينطلق المعرض في 23 جانفي 2025، ويستمر حتى 30 مارس 2025، مقدماً تجربة فنية فريدة تمزج بين الشعرية والحساسية البيئية.
وُلد بشير بوصندل عام 1984 في مدينة دنكيرك الفرنسية، إلا أن أصوله متجذرة في بنزرت التونسية، التي ألهمته برموزها وذكرياتها.
استوحى الفنان معظم أعماله من التحولات الحضرية ومفهوم الهجرة، ليُبرز في إبداعاته حواراً عميقاً بين الماضي والحاضر، بين الذاكرة الفردية والتحولات العالمية.
عرض فني يحاكي الإنسان والطبيعة
"شموس أخرى" ليس مجرد معرض فني، بل هو رحلة حسية وشعرية تقود الزائر لاستكشاف موضوعات مثل الترحال، التأقلم مع البيئات المتغيرة، والتوازن الهش بين الإنسان والطبيعة.
في قلب المعرض، تبرز تركيبة فنية استثنائية تجمع بين الزجاج المنفوخ، والنحاس الأحمر والأصفر، والألمنيوم. هذه المنحوتات، التي تمثل الطيور في مجاثمها الأرضية، تعكس هشاشة الإنسان ورمزية الترحال.
بعكس الرمز التقليدي للطائر كرمز للحرية والارتفاع، يدعو بوصندل الزوار للتفكير في العودة إلى الجذور والأساسيات، مسلطاً الضوء على التأثيرات السلبية للنزعة الاستهلاكية على البيئة.
كما يستعرض المعرض لوحات غامرة تعتمد على طبقات من الزيت والماء، تعيد تشكيل العلاقة بين السماء والأرض، لتقدم مناظر طبيعية تحاكي الفضاء والكون.

في تصريح خاص لموزاييك ، قال بشير بوصندل "هذا أول معرض شخصي لي في تونس، وهو يحمل رمزية عاطفية كبيرة بالنسبة لي. أردت أن أُظهر مختلف جوانب عملي في مساحة B7L9 الكبيرة. موضوع المعرض يدور حول التنقل، البحث عن شموس أخرى، والعودة إلى الذات.
من خلال الأعمال، أطرح تساؤلاً هل ما يجذبنا هو ضوء داخلي أم شموس جديدة في آفاق مختلفة؟".
وأضاف بوصندل "المعرض يسلط الضوء على قضايا كالتغير المناخي والهجرة، ويمنح الزوار تجربة بصرية تحاكي مشاهد مجهرية ولقطات جوية."
شراكة محلية
تم إنجاز هذا المعرض بالتعاون مع طلبة ومدرسي مركز التكوين في فنون النار بنابل، تحت إشراف الحرفي التونسي سفيان بن عمر.
شكلت هذه الشراكة نموذجاً مثالياً يجمع بين الحرفية التقليدية والابتكار الفني المعاصر.
بعد اختتام المعرض في تونس، ستُعرض بعض الأعمال في دبي، ما يمنح بشير بوصندل فرصة جديدة لإبراز فنه على الساحة الدولية، مؤكداً على أهمية الجسر الثقافي بين الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

نبذة عن الفنان
بدأ بشير بوصندل مسيرته في دنكيرك حيث درس في مدرسة الفنون الجميلة. تحول من فن التركيب إلى الرسم، حيث يقدم رؤية مبتكرة من منظور العصافير، تجمع بين الأبعاد الأرضية والكونية.
أُدرجت أعماله ضمن مجموعات فنية مرموقة، مثل وزارة الثقافة والشباب في أبوظبي، متحف المعادن للفن المعاصر الإفريقي (MACAAL) في المغرب، ومتحف Deji للفنون في شنغهاي.
كما شارك في معارض فردية وجماعية متميزة، من بينها "Extraction" في مراكش (2024)، و"Land Survey" في دبي (2023).
يُعد معرض "شموس أخرى" دعوة للتأمل العميق في قضايا التغير المناخي، الهوية، والهجرة. من خلال تجربته الفنية الفريدة، يعكس بشير بوصندل رؤيته للعالم المعاصر بكل تعقيداته وتحدياته، ويقدم رسالة أمل ودعوة للعودة إلى الجذور.
صلاح الدين كريمي