سفراء قدامى يقيمون توجهات الدبلوماسية خلال فترتي المرزوقي والسبسي
اعتبر السفير الأسبق محمد الحصايري خلال مؤتمر صحفي اليوم السبت 31 أوت 2019، حول "أية سياسة خارجية لتونس بعد انتخابات 2019''، أنّه على الرئيس القادم أن يجد صيغة لمواقف تونس من القضايا الكبرى كي لا تخرج بمواقف متضاربة ومتناقضة أمام الدول، خاصة بعد تشتت المواقف وتداخل الدبلوماسية التونسية في الخارج وفي علاقة ببعض الدول منها ما تعلق بتضارب المواقف حول الوضع في سوريا، حسب تعبيره.
من جانبه، قال السفير الأسبق عادل السماوي إنه بحكم علمه بالعلاقات التونسية الافريقية من خلال تجربته كسفير في 3 دول افريقية، يعتبر أن الدبلوماسية التونسية في علاقتها بإفريقيا لم تخرج عن الثوابت المعروفة أي مساندة توجه العالم الحر الليبرالي، مشيرا إلى أن تونس أمام مهمة إستشراف مستقبلها الدبلوماسي في علاقة باوروبا أو الصين أو روسيا أو أقطاب أخرى في الساحة الدولية والتي تفرض على تونس تغيير الرؤية الإستراتيجية التونسية.
واعتبر السفير الأسبق عادل السماوي في تقيمه للدبلوماسية التونسية بعد الثورة، أن فترة رئاسة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي كانت تواصلا لنظرة الدبلوماسية التونسية التي تركزت منذ الاستقلال مع الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة خلافا لفترة الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي، حيث إتسمت فيها الدبلوماسية بالإندفاع الثوري الذي حكمه ضغط شعبي دون تفكير عميق مما دفع تونس وأخرجها عن المسار في إتخاذ عدة مواقف تتعلق بالسياسة الخارجية.
من جانبه اعتبر أحمد بن مصطفى السفير الأسبق أنه كانت هناك اعتقادات بعد الثورة بوجود قطيعة بين الدبلوماسية التونسية والخارج وهي اعتقادات غير صحيحة، مضيفا أن تونس كانت أمامها فرصة تاريخية لاسترجاع القدرة على صناعة خيارات جديدة دبلوماسية إلا أنها لم تستغلها جيدا بل حافظت تونس على إستمرارية الدبلوماسية القديمة وهو برأيه خطأ إستراتيجي قامت به تونس بعد الثورة، حسب تصريحه خلال ندوة لمركز الدراسات الإستراتيجية حول المغرب العربي حول " أبو سياسة خارجية لتونس بعد انتخابات 2019".
وأكد الدبلوماسي بن مصطفى أنه منذ إتفاقية 76 التي تحدد علاقات تونس مع الاتحاد الأوروبي لم يتم وضع إستراتيجية إقتصادية واضحة ومهمة، كما أنه لم يتم إستغلال الإتفاقية السابقة وتم فرض قانون 72 على تونس فبقيت دولة مناولة، حسب تعبيره.
وقيم السفير بن مصطفى السياسة الخارجية بعد الثورة في علاقة بسياسة شمال جنوب، معتبرا أن مسؤولي فترة الترويكا أضاعوا فرصة تاريخية لبناء علاقات إستراتيجيّة شمال جنوب وأكتفى رئيس الحكومة المؤقتة أنذاك حمادي الجبالي بإمضاء اتفاقية الأليكا وغيرها.
هناء السلطاني