ملف الإرهاب وقضايا ليبيا فلسطين وسوريا واليمن محاور قمة تونس
أبرز وزير الشؤون الخارجية خميّس الجهيناوي خلال كلمة في الدورة الـ 151 للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية أن تونس تواصل استعداداتها وتحضيراتها على مختلف المستويات، بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لاحتضان القمة العربية في دورتها الثلاثين، خلال الأسبوع الأخير من شهر مارس الجاري.
وفي هذا الإطار، أكد الجيهيناوي أن تونس تحرص خلال إعداد مشروع جدول أعمال القمة، على مواصلة البناء على ما تم إنجازه على مستوى مختلف القضايا والمسائل العربية المعروضة، وما حقّقته المملكة العربية السعودية الشقيقة من نتائج مقدّرة، خلال رئاستها للقمة التاسعة والعشرين.
وأبرز أن تعزيز العمل العربي المشترك من خلال تفعيل التضامن والتآزر بيهم يظل أفضل الخيارات لتجاوز الوضع الدقيق الذي تمر به المنطقة العربية وتخليصها من الأزمات التي تهدد أمنها واستقرارها وتعطل مسارات التنمية فيها.
وشدد الجيهيناوي على أن القضية الفلسطينية العادلة تظل في صدارة أولوياتنا، في ظلّ استمرار الاحتلال ومواصلة المخططات المستهدفة للوضع التاريخي والقانوني للقدس، والرامية إلى إفشال كلّ جهد أو مبادرة لاستئناف العملية السلمية وتحقيق السلام العادل والشامل، الضامن لاستقرار المنطقة وأمنها.
وجدّد تأكيد موقف تونس الثابت والمبدئي في دعم الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل استرجاع حقوقه وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف، وفق القرارات الأممية ومبادرة السلام العربية ومبدأ حلّ الدولتين.
كما ابرز أن تحقيق التسوية السياسية الشاملة في ليبيا، يبقى من أوكد المسائل التي تستوجب تضافر جهودنا جميعا، من خلال مساعدة الأشقاء اللّيبيين على تجاوز الخلافات وتغليب المصلحة العليا لبلدهم، لإنهاء الأزمة عن طريق الحوار البناء والتوافق، ضمن المسار الذي ترعاه الأمم المتحدة ووفق مقتضيات الاتّفاق السياسي.
وباعتبار خصوصية العلاقات مع الشقيقة ليبيا، جدّد التزام تونس الثابت بمواصلة جهودها ومساعيها في هذا الاتجاه، في إطار المبادرة الثلاثية بالتنسيق مع الشقيقتين الجزائر ومصر.
تونس تجدد الدعوة لتسوية أزمة سوريا ووضع حد لمعاناة شعبها
وبالنسبة إلى الوضع في سوريا، فقد جدّد الجيهيناوي الدعوة لتكثيف الجهود لتسريع مسار تحقيق التسوية السياسية للأزمة القائمة منذ سنوات، بما يضع حدّا لمعاناة الشعب السوري الشقيق ويحفظ وحدة بلده وسيادته ويعيد له الأمن والاستقرار.
وفي ظلّ تواصل الوضع المتردّي في اليمن الشقيق، وما تسبّب فيه من تهديد لأمن واستقرار المملكة العربية السعودية الشقيقة، وعموم منطقة الخليج العربي، وتجدّد تونس الدعوة إلى مواصلة الجهود من أجل التّوصّل إلى حلّ سياسي لهذه الأزمة، يعيد الشرعية وينهي معاناة الشعب اليمني، ويحفظ وحدة اليمن واستقلاله.
وأشار خميس الجيهيناوي الى أن الإرهاب يظل من أخطر التهديدات المحدقة بأمن واستقرار المنطقة والعالم رغم الجهود المبذولة والنتائج الهامة التي تحققت في محاربته على مختلف المستويات. وفي هذا الإطار، نجدّد التأكيد على ضرورة مواصلة تكثيف التعاون والتنسيق بيننا لاستئصال هذه الآفة من جذورها، والتصدي لكل تيارات التطرف والعنف، التي تهدّد بلداننا.
واعتبر انه لا بدّ من العمل على وضع مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار الأبعاد الأمنية والثقافية والتنموية في معالجة الأسباب المرتبطة بظهور هذه التيارات المدمرة واستشرائها، وذلك تحصينا لمجتمعاتنا وتعزيزا لأمننا القومي.
وقال إن مواجهة مختلف التحديات الماثلة والتصدي للتهديدات المحدقة بالمنطقة، تستوجب تعزيز منظومة العمل العربي المشترك من خلال تسريع واستكمال مسار إصلاح جامعة الدول العربية ومختلف أجهزتها، بما يضفي مزيدا من النجاعة على أدائها في التعاطي مع قضايانا وشؤون منطقتنا، خاصة في ظل عالم تمثّل فيه التكتلات والتجمعات الإقليمية السمة الأبرز.
وختم وزير الشؤون الخارجية كلمته بالتأكيد على تجديد تونس إلتزامها وهي تتهيأ لاحتضان القمة العربية، بمواصلة العمل مع كلّ أشقّائها من أجل تعزيز التضامن، والإسهام في كلّ جهد يرمي إلى النهوض بأوضاع منطقتنا وخدمة قضايانا وتحقيق تطلعات شعوبنا.