السبسي: لا أحكم على نوايا النهضة وإنما على أفعالها
قال رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي في حوار على قناة التلفزيون العربي إن زيارته إلى دولة قطر كانت ناجحة منذ حلوله بالدوحة، مؤكدا تاريخية وحميمية العلاقات التونسية القطرية.
وأشار إلى أنه زار هذا البلاد ثلاث مرات الأولى سنة 1980 والثانية سنة 2011 عندما كان رئيسا للحكومة والثالثة هذه الزيارة الأخيرة وهو رئيس للجمهورية التونسية.
وبين رئيس الدولة أنه لاحظ تطورا ملحوظا على جميع الأصعدة في هذا البلد في كل مرة زاره بالإضافة إلى أنه تعامل مع السلطات القطرية على مستوى 3 أجيال وثلاثة أمراء.
وأكّد الباجي قايد السبسي أن قطر هي ثاني دولة في العالم تستثمر في تونس، مبينا أنه يأمل في أن تكون الزيارة الأخيرة منطلقا للتعاون بين البلدين في مستوى جديد.
العلاقات مع الإمارات:كل جليد مصيره الذوبان
وفي رده على العلاقات بين تونس والإمارات، قال رئيس الدولة "إن كل جليد مصيره الذوبان" مشيرا إلى أنه وجد بعض العلاقات المتوترة مع بعض البلدان عندما تولى منصب الرئاسة ولهذا قام بزيارات عديدة على غرار زيارته إلى الكويت ومصر والأردن والبحرين وآخرها دولة قطر ولم تبق إلا الإمارات فقط.
وشدد في السياق ذاته على أن علاقات شخصية طيبة وممتازة تربطه بحكام دولة الإمارات العربية المتحدة منذ حياة والدهم الشيخ زايد ال نهيان الذي يعتبره إنسانا عربيا أصيلا .
و في رده على سؤال الإعلامية ليلى الشابي بخصوص أن سبب الخلاف هو وجود طرف في التحالف الحاكم لا يرضي الإمارات، قال الباجي قايد السبسي إن من ثوابت السياسة التونسية عدم المساومة مع القرارات السيادية.وقال في هذا الإطار أنه في السياسة لا وجود لشئ نهائي مؤكدا أنه مع حسن التعامل مع الإخوة في الإمارات.
ما يحدث في سوريا مؤلم .. والحل يجب أن يكون سياسيا
وشدد رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي على أن الوضع في سوريا مؤسف ومؤلم، مبينا أن الحل ليس عسكريا ولا بد أن يكون سياسيا، مشيرا إلى أن هذا البلد قد دخل في خضم نزاع دولي بين الغرب وروسيا.
وحول تواجد عدد من الشباب التونسي الذي يقاتل في صفوف الجماعات الارهابية في سوريا أكّد رئيس الباجي قائد السبسي أن سوريا لا تتحمل المسؤولية في ذلك وإنما الوضع الداخلي في تونس على غرار البطالة قد جعل هؤلاء الشباب لقمة سائغة للجماعات الإرهابية التي وظفتهم لخدمة أغراضها.
وقال إن الجماعات الإرهابية التي تشتغل بشكل منظم وتستحوذ على إمكانيات مالية هامة، تستغل بطالة الشباب في تونس وتستقطبهم بمبلغ مالي في حدود 2000 أورو في الشهر مشددا على أن حماية شبابنا من هذه الجماعات يستوجب دفع عجلة التنمية وتوفير مواطن الشغل لهؤلاء الشباب.
تونس في حاجة إلى القروض
أكّد الباجي قائد السبسي إن تونس في حاجة إلى القروض التي ستتحصل عليها من المؤسسات المالية الدولية بهدف دفع التنمية في بالبلاد في انتظار تحسن الوضع الاقتصادي في بلادنا حتى تتخلى عن الالتجاء للقروض .
توجه النهضة نحو فصل الدعوي عن السياسي ايجابي
وبخصوص المؤتمر العاشر لحركة النهضة الذي تنطلق أشغاله يوم غد، قال رئيس الدولة إنه لا يلتزم بالحضور من عدمه في افتتاح أشغال هذا المؤتمر من خارج البلاد.
وقال في تعليقه على توجّه حركة النهضة خلال هذا المؤتمر نحو الفصل بين الدعوي السياسي إن ''هذا الأمر من أحسن ما تفعل'' مشددا على أن كل سياسي مطالب باحترام الدستور الذي ينص على أن تونس دولة مدنية لا مرجعية دينية لها،وبين أن تونس دول مسلمة ومتمسكة بإسلامها النابع عن المدرسة القيروانية والزيتونية.
وأضاف رئيس الجمهورية في رده على سؤال ليلى الشابي حول المشككين في نوايا النهضة '' أنا شخصيا على موقفي ... لا أحكم على النوايا وإنما أحكم حسب الأفعال ..و الآن الأفعال سائرة في هذا الطريق''.