7000 مصاب في تونس..حملة توعية ضد التمييز تجاه المتعايشين مع الايدز
تستعدّ دول العالم لإحياء اليوم العالمي لمكافحة الايدز في غرّة ديسمبر من كلّ سنة، ويمثّل هذا اليوم فرصة لرفع الوعي بالمرض والاحتفال بالانتصارات التي شهدها العالم في مكافحة الفيروس مثل زيادة فرص الحصول على خدمات العلاج والوقاية.
وتزامنا مع احياء هذا اليوم، انطلقت يوم الأربعاء الماضي حملة توعية ضدّ الوصم والتمييز الذي يعاني منه المصابون بالايدز والمتعايشيين مع فيروس نقص المناعة البشري في تونس من خلال شرح المرض وطرق انتقاله وسبل الوقاية منه، خاصة بوجود العلاج الثلاثي المجاني.
وقالت أميرة الدربالي، منسقة المشاريع بمنظمة محامون بلا حدود، خلال حضورها في برنامج صباح الناس، الجمعة 22 نوفمبر 2024، إنّ الوصم لحاملي الفيروس ظاهرة منتشرة في تونس وهو مما يؤثّر صحيا واجتماعيا ونفسيا على حاملي الفيروس ويجعلهم هذا الأمر يشعرون بالخوف من ردّة فعل المجتمع وبالتالي لا يصرّحون بإصاباتهم.
كما يتسبّب الوصم والتمييز ضدّ المتعايشين مع الفيروس في عزلتهم نتيجة التمييز الذي يعانون منهم في العمل وفي المجتمع عموما.
وأشارت إلى أنّ الوصم يعود إلى عدّة أسباب منها غياب المعلومة الصحيحة حول المرض للاعتقاد السائد بأنّ كلّ مصاب هو بالأساس ارتكب خطأ أخلاقيا في حياته من قبيل العلاقات الجنسية غير المحمية واستهلاك المخدرات وهو ما يجعل المتعايششين مع الفيروس عرضة للوصم.
كما أشارت إلى أنّ ذلك يعود إلى قلّة وعي التونسيين والخلط بين الإصابة والأمراض الأخرى، مما يجعل المصابين بالفيروس في حالة نفسية سيّئة وقد يؤدي بهم الأمر في بعض الأحيان إلى الانقطاع عن استخدام الدواء.
ولفتت إلى أنّ قلّة الوعي بهذا المرض وطرق انتقاله أدّت إلى ارتفاع عدد الاصابات خاصة في فئة الشباب.
ويبلغ عدد المصابين بفيروس نقص المناعة في تونس حوالي 7000 مصاب وفقا لإحصائيات إدارة رعاية الصحة الأساسية بوزارة الصحة (سنة 2023).
من جانبه شدّد الدكتور بهزاد ولي الدين فتوحي على ضرورة معرفة طرق انتقال العدوى للتوقي من الفيروس، وهي أساسا العلاقات الجنسية غير المحمية وعبر الدم من خلال الابر والحقن والتبرع بالدم. وأشار في هذا الخصوص إلى أنّ الدماء التي يتمّ التبرع بها في تونس تخضع للتحاليل.
كما تنتقل العدوى من الأمّ التي لا تتلقى العلاج إلى جنينها.
العلاج يخفي الفيروس من الجسم
وأشار الدكتور بهزاد ولي الدين فتوحي إلى أهميّة أخذ العلاج (الثلاثي) الذي يوقف الفيروس ويخفيه من الجسم وبالتالي يصبح المتعايش معه غير ناقل له، وفق تصريحه.
وشدّد على أهميّة القيام بالتقصّي عند أيّ حادث عرضي قد يكون سببا في الإصابة بالفيروس، مشيرا إلى أنّ التقصي مجاني ويمكن اجراؤه في مراكز مخصّصة وعددها 24 مركزا في جميع ولايات الجمهورية.
الوقاية
ولفت الدكتور بهزاد ولي الدين فتوحي تداول معطى خاطئ وصفه بـ ''المخيف" مفاده وجود تلقيح ضدّ الفيروس، مؤكّدا أنّه لاوجود لتلقيح.
وأشار في المقابل إلى وجود الوقاية المسبقة من خلال دواء يتم تناوله قبل قبل التعرض. وقال إنّ هذا الدواء موجود في في تونس وهو حاليا في طور الدراسة ضمن مشروع نموذجي في كل من تونس والمنستير.
وتتعدّد وسائل الوقاية أوّلها استخدام الواقي الذكري والأنثوي، إضافة إلى التقصي.
كما يتوفّر العلاج بصفة مجانية للمتعايش مع الفيروس، مؤكدا على ضرورة تناوله بانتظام، حيث أنّ هذا العلاج يخفي الفيروس من الجسم، لكن الانقطاع عن العلاج يؤدي إلى ظهوره مجددا.