من فكرة إلى عملاق.. ما هو البريكس؟
أعلنت وزارة الخارجية البرازيلية، التي ترأس مجموعة البريكس، عن انضمام نيجيريا إلى المجموعة كدولة شريكة، حيث حصلت البلاد بشكل غير رسمي على وضع شريك البريكس في أكتوبر في قمة الاتحاد في كازان.
وورد في البيان للخارجية البرازيلية، بأن نيجيريا تعمل بنشاط على تعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي، ولديها أيضًا مصالح مشتركة مع الأعضاء الآخرين في الرابطة.
أصبحت نيجيريا الدولة الشريكة التاسعة لمجموعة البريكس. وفي السابق، حصلت بيلاروسيا وبوليفيا وكازاخستان وكوبا وماليزيا وتايلاند وأوغندا وأوزبكستان على هذا الوضع رسميًا. وفي قمة التوحيد التي عقدت في أكتوبر، تم اختيار 13 دولة كدول شريكة، بما في ذلك فيتنام والجزائر وتركيا.
ما البريكس؟
البريكس هي منظمة حكومية دولية من تسع دول وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا وإيران ومصر وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا. تأسست في سنة 2006 لإبراز فرص الاستثمار، ثم تحولت المجموعة إلى كتلة جيوسياسية تُعقد اجتماعات سنوية في قمم رسمية لتنسيق السياسات المتعددة الأطراف منذ عام 2009. تُدار العلاقات بين دول بريكس على أساس عدم التدخل والمساواة والمنفعة المتبادلة.
عقدت الدول المؤسسة الأولى، البرازيل وروسيا والهند والصين، أول قمة لها في روسيا في عام 2009، كانت المجموعة حينها تسمى اسم البريك، ليتغير اسم المجموعة إلى الاسم الحالي بعد انضمام جنوب إفريقيا لها ومشاركتها في عام 2011. وشاركت إيران ومصر وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة أول مرة كأعضاء في قمة 2024 في روسيا.
ناتج محلي إجمالي عالمي تجاوز ناتج مجموعة السبع..
وتشكل دول مجموعة البريكس الخمسة مجتمعة نحو 40 بالمائة من مساحة العالم ونحو 45 بالمائة من عدد سكانه بنحو 3.2 مليار نسمة في حين يصل ناتجها المحلي الإجمالي إلى نحو 26 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وتسيطر على نحو 18 بالمائة من التجارة العالمية.
وتجاوزت الحصة الإجمالية في الناتج الإجمالي العالمي، إجمالي حصة مجموعة السبع، حيث قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في آخر منتدى أعمال إنّه في عام 1992، بلغت حصة مجموعة السبع من الناتج المحلي الإجمالي العالمي 45.5%، في حين بلغت حصة البريكس في العام ذاته، 16.7%، وفي عام 2023، بلغت حصة البريكس 37.4%، ومجموعة السبع 29.3% ''الفجوة تتسع وتزداد هذا أمر لا مفر منه"، وفق تعبير بوتين.

وتعتبر مجموعة البريكس بديلاً للمؤسسات التي تهيمن عليها الدول الغربية ودول مجموعة الدول الصناعية السبع، حيث نفذت دول المجموعة مبادرات مثل بنك التنمية الجديد وترتيب احتياطي الطوارئ في بريكس وبريكس باي والمنشور الإحصائي المشترك لدول البريكس وعملة احتياطي للبريكس.

لما الاهتمام بالانضمام إلى البريكس؟
أكثر من 30 دولة تقدمت بطلبات رسمية أو أبدت اهتمامها بالانضمام إلى البريكس، الذي تتيح العضوية فيه التحصل على فوائد اقتصادية واضحة، حيث تمثل الدول العشر التي تشكل البريكس 45% من سكان العالم و28% من الناتج الاقتصادي العالمي و47% من إنتاج النفط الخام.
ووفق معهد الولايات المتحدة للسلام، فقد شهدت التجارة داخل مجموعة البريكس نمواً ملحوظاً، حيث تم تشجيع استخدام العملات المحلية في التجارة بين الأعضاء. وزادت التجارة الداخلية بين دول البريكس بنسبة 56% من 2017 إلى 2022، ونتيجة للعقوبات الغربية على روسيا، ازدادت هذه التجارة.

كيف تنظم للبريكس؟
لا توجد إجراءات رسمية للانضمام إلى مجموعة البريكس، إلا أن أي حكومة ترغب في الانضمام يجب أن تنال دعم جميع الدول الأعضاء لتتلقى دعوة. لم يتم تناول المناقشات حول توسيع المجموعة إلا في أوائل عام 2020، حيث تمت دعوة كل من الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للانضمام إلى المنظمة اعتبارًا من 1 جانفي للسنة الفارطة (2024)، لترفض الارجنتين الدعوة، وتجمدها المملكة العربية السعودية، وتوافق بقية الدول عليها.
وتقدمت تركيا بطلب رسمي للانضمام إلى المجموعة في 2 سبتمبر 2024، وسبق للجزائر أن تقدمت بطلب للعضوية في 2023، لكنها رفضت الانضمام لاحقا في سبتمبر 2024 لتصبح الجزائر ثاني دولة بعد الأرجنتين ترفض الانضمام وتوقف طلبها.
رفضت البرازيل طلب انضمام فنزويلا إلى المجموعة بعد قمة بريكس 2024 ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الانتخابات الفنزويلية عام 2024 والأزمة الفنزويلية. ردا على ذلك استدعت الدولة سفيرها من البرازيل.
نجاح لا يخلو من التحديات
رغم تحقيق مجموعة البريكس العديد من الأهداف الا أن التحديات عديدة، فرغم عوامل القوة المتوفرة لا تعد مجموعة بريكس حتى الآن تكتلا عالميا فاعلا في الأزمات الدولية.
ضافة إلى ذلك يبرز الفارق الكبير في القوة الاقتصادية لدول المجموعة كمصدر قلق من تأثيره على حجم التأثير الداخلي حيث تبرز إثيوبيا أفقر دول المجموعة في مواجهة الصين كثاني أكبر اقتصاد في العالم.