ماهي الدلالات العسكرية لسعي الإحتلال إلى عقد صفقة مع لبنان بشروط ؟
أعلنت القناة الـ12 العبرية أن الكيان الصهيوني يسعى لإبرام صفقة مع لبنان مقابل إجراءات لمنع إعادة تسلُّح حزب الله، وسط محادثات أمريكية إسرائيلية لخفض التصعيد بالمنطقة.
وتلغي الصفقة التي يسعها إليها الاحتلال الإسرائيلي توسيع العملية البرية مقابل فرض حظر بحري وبري وجوي على لبنان، كما تهدف إلى وقف إطلاق النار لـ60 يوما يتم خلالها التوصل لتفاصيل اتفاق كامل وفق ما نقلته الصحيفة العبرية.
وبخصوص دلالات ذلك من الناحية العسكرية، أوضح الأكاديمي والباحث الاستراتيجي العقيد المتقاعد نضال أبو زيد في تصريح لموزاييك اليوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2024، أن ما أشار إليه الإعلام العبري بخصوص سعي الاحتلال لإبرام صفقة مع لبنان، هو يأتي ضمن عدة سياقات أبرزها، الخسائر التي يتكبّدها الاحتلال يوميا في جنوب لبنان وانسداد الأفق العسكري في محاولات إحراز تقدم يُذكر على الحافة الأمامية لمنطقة المعركة، فضلا عن الخسائر البشرية واللوجستية للاحتلال التي تتصاعد.
وأشار الخبير العسكري نضال أبو زيد في تصريحه لموزاييك، إلى حديث وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غلانت عن وجوب "تقديم تنازلات مؤلمة"، وبالتالي فإن الجانب الإسرائيلي بدأ يضغط للتوجه نحو مفاوضات، لكنه يريد أن يدخل هذه المفاوضات بمنطق المنتصر المزعوم، أي أنه يريد التفاوض تحت النار حتى يخفّض من شروط المقاومة.
وفيما يتعلق، بموضوع الحصار البرّي والبحري والجوي، استبعد محدثنا أن يقبل حزب الله أو لبنان عامة بهذا الشرط لأن ذلك انتهاك لسيادة لبنان، متابعا "الجانب الإسرائيلي لا يملك القدرة على تنفيذ عملية عسكرية يمكن من خلالها فرض شروط، لذلك من المرجّح أن شرط الحصار سيرفض من قبل لبنان، خاصة أن الاحتلال لا يتمتع بقدرة وحرية حركة إلا في مجال الجوّ، وبالتالي لا يستطيع أن يضغط ويدّمر ويسفك الدماء إلا من خلال الطيران".
وأشار الخبير العسكري نضال أبو زيد إلى أن هذه العمليات الجوية للاحتلال "لا تمسك أرض ولا تحسم معركة" خاصة أن ما يحسم المعركة هو البرّ الذي مازال جيش الاحتلال يقاتل فيه ولم يستطع أن يحقق فيه أي إنجاز يذكر، لافتا إلى أنه يمكن القول إن معادلة الصراع هي أن "الاحتلال نجح ولم ينتصر والمقاومة نجحت ولم تفشل" وفق قوله.
*غفران العكرمي