الحرب الروسية الأوكرانية تعمّق الأزمات الإقتصادية بدول عربية
حذّر نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط من أنّ الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا ستكون لها تداعيات إقتصادية كبيرة على عدّة دول بشمال إفريقيا والشرق الأوسط من بينها تونس، خاصّة بالنسبة للحصول على وارداتها الغذائية، وأساسا القمح والحبوب، بالنظر إلى اعتمادها بدرجة كبيرة على هتين الدولتين في توريد هذه المواد.
وأشار فريد بلحاج إلى أنّ الأزمة ستكون لها تداعيات على أسعار الغذاء والنفط والغاز وتدفقات رؤوس الأموال الخاصّة على الأسواق الصاعدة وتحويلات المغتربين والسياحة.
ويتوقّع أن تؤدي الأزمة إلى تعطُّل سلاسل توريد الحبوب والبذور الزيتية، وزيادة أسعار الأغذية، وارتفاع كبير في تكاليف الإنتاج المحلية، وهو ما يثير المخاوف من أن يؤدي ذلك إلى خلق مزيد من التوترات الإجتماعية في منطقة تشهد حالة من عدم الإستقرار منذ 10 سنوات.
كما أشارإلى أنّ الأزمة الروسية الأوكرانية ستمتد إلى القطاع السياحي في عدّة بلدان بالمنطقة على غرار مصر التي يُشكِّل الروس والأوكرانيون على الأقل ثلث السياح الوافدين إليها، وهو ما يضع هذه الدول أمام مزيد من التحديات في علاقة بالتشغيل وميزان المدفوعات.
وفي حال تواصل الأزمة خلال الفترة المقبلة، يتوقّع الفاعلون في القطاع السياحي في تونس أن تخسر البلاد حولي 600 ألف سائح من روسيا وأوكرانيا، كان من المنتظر أن يتوافدوا على البلاد خلال الموسم السياحي الحالي، وفق كاتب عام الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة ظافر لطيف.
وقال بلحاج إنّ تداعيات الحرب ستكون أكبر على البلدان الأكثر هشاشة في المنطقة مثل سوريا ولبنان واليمن إذ سيواجه أمنها الغذائي خطرا بالغا، ذلك أنّ سوريا تستورد نحو ثلثي احتياجاتها من المواد الغذائية والنفط، وتأتي معظم وارداتها من القمح من روسيا، فيما يستورد لبنان يستورد من أوكرانيا وروسيا أكثر من 90% من احتياجاته من الحبوب، واحتياطاته من الحبوب لا تكفي إلا لمدة شهر تقريبا. ويستورد اليمن نحو 40% من احتياجاته من القمح من هذين البلدين المتحاربين.