languageFrançais

جبل سمامة: رغم الهشاشة والإرهاب..نضال يومي في سبيل الكرامة

 


سكان جبل سمامة وسفوحه، مثل معظم متساكني المناطق الجبلية التونسية، يكابدون هشاشة حياتهم وسط الحيف الإجتماعي الذي يحيط بهم منذ عقود. فلا وجود لمؤسسات أو لخدمات إدارية أو صحية  في هذه المناطق التي تفتقر حتى للماء الصالح للشرب، ولا موارد رزق تصون كرامة الإنسان فيها.


"أنا مجبرة على جمع الحطب من مرتفعات وشعاب جبل سمامة الذي لا اتوغل فيه كثيرا خشية الإرهاب، الحطب هو وسيلة التدفئة الوحيدة لنا في برد جبالنا الشديد"، هذا ما صرحت به ناجية لموزاييك وهي تأخذ مسلك العودة نحو منزلها.


لم تخف شعورها العميق بالخوف من الألغام التي غُرست في رحم أرض كانت وستبقى ملكا لسكانيها الأصليين رغم ما مر بها وما سكنها من إرهاب. 


في الوقت الذي اقتربت فيه ناجية من العودة إلى منزلها، تواصل هانية رعي أغنامها في جبل سمامة، فقبل وأثناء وبعد العمليات الأمنية أو الإرهابية التي يتواتر الحديث عنها في هذه المناطق من فترة إلى أخرى، بقي الجبل مورد رزق أساسي لسكانه وللمحيطين به من كل مكان.


تستحضر هانية أحداثا مؤلمة  كثيرة كانت شاهدة عليها في السنوات الماضية، ككل سكان الوساعية التي عانت بدورها من سقوط عدد من سكانها بين شهيد وجريح مقعد بسبب ألغام الإرهاب. ذكريات لم تمنعها من الإعتناء بأغنامها في الجبل الذي تقلصت مساحات الرعي فيه لخشية الرعاة التسلل الى دواخله خوفا من الألغام. تستحضر ماضي الجبل عندما كان  آمنا ودوره الإقتصادي في خلق الثروة في المنطقة التي لا زالت تنتظر بزوغ شمسها التي ستعتني بسكانها.


بين هشاشة حياتهن وخوفهن من بطش الإرهاب، يتواصل نضال نسوة جبل سمامة من أجل كرامتهن في مكان يعتبر التشبث بكل تفاصيله فعل مقاوم. 

*برهان اليحياوي

share