languageFrançais

تالة.. عندما تصنع من الأزمة فرحا 

تالة.. عندما تصنع من الأزمة فرحا 

كان مشهد العواصف الثلجية والسمك غير المعهود للثلوج في قرى تالة ومدنها مشهدا مرعبا بعد أن ساهم في عزلها لساعات طويلة عن العالم مثل معتمديات عديدة في ولايات القصرين والكاف وسليانة وجندوبة خصوصا عشية ومساء الخميس 24 جانفي 2019 الذي كان طويلا على الأهالي خوفا من تواصل غضب الطبيعة الذي تسبب في شلل كامل لهذه المدن.

فلا صوت يعلو فوق صوت الريح والعاصفة في ذلك الليل الطويل..حيث علقت حوالي ثلاثين عربة في الطريق الرابطة بين القصرين وتالة وتم إخراجها من قبل وحدات الحماية المدنية قبل عودة الطريق إلى العمل بصفة عادية مساء اليوم الجمعة 25 جانفي 2018.

أهالي يشكون ضعف حالهم وتفاقم كرة ثلج متاعبهم مع ثلوج أعادتهم إلى العصور الوسطى دون ماء أو كهرباء أو هواتف جوالة أو قارة أو شبكة اتصالات أو انترنت..فلا رفيق لهم ليلة البارحة إلا الشموع والأمنيات بعودة الأمور إلى مجراها وانتهاء العاصفة.

وتوقفت العاصفة دون أضرار بشرية وعادت المعدات المتواضعة عددا وتطورا إلى العمل على فتح جل الطرقات صباح اليوم الجمعة 25 جانفي 2019.

وبين هذا كله استقبل الأهالي في تالة وفتحوا أبواب منازلهم التي كادت الثلوج أن تغطيها بالكامل عائلات جزائرية علقت في طريق عودتها ، فالأزمات رغم قسوتها تظهر جانبا إنسانيا تضامنيا تميز به التونسي في كل العصور.

ومنذ الساعات الأولى من طلوع نهار لم تبزغ شمسه اليوم الجمعة انغمس سكان المنطقة في ثلوج كادت أن تتسبب في الكارثة فخلقوا منها لوحات فنية طبيعية ورجالا للثلج تدعوا التونسيين والأجانب إلى زيارة المنطقة التي حولت أزمتها إلى فن وإبتكار وصور جمال الطبيعة رغم قسوتها نشروها على الفايسبوك حال عودة الكهرباء، مجسمات تنشد "أهلا بكم في تالة..أهلا بكم في ربوع القصرين"

*برهان اليحياوي 

 

share