نابل: منتجو زهر النارنج يطالبون بهيكلة القطاع وحمايته

يعد قطاع زهر النارنج أحد أبرز رموز الوطن القبلي ورمزا من رموز الجمهورية التونسية إذ يقبل على شرائه أكبر دور العطور والتجميل لما يحظى به زيت النيرولي المستخرج من قيمة عالية في تصنيع أفخم العطور ومواد التجميل علاوة على إستخدامات أخرى طبية ومطبخية.

ولكن في تونس ظل قطاع الزهر مهمش طيلة عقود رغم الانتشار الواسع لضيعات النارنج في الوطن القبلي.

وتعد معتمدية بوعرقوب من أكبر الجهات المنتجة لزهر النارنج، ولكن الفلاحون من منتجي الزهر أكدوا في تصريحات متطابقة لموزاييك أنهم "ضاقوا ذرعا بما بلغه هذا القطاع من تهميش من قبل سلطة الإشراف ".

ويشتكي منتجو الزهر من عدم تنظيم القطاع ومن سيطرة لوبيات الوسطاء التي تقتني كميات زهر النارنج بثمن زهيد من الفلاح وتبيعه بثمن أعلى لوحدات تقطير الزهر واستخراج زيت النيرولي.

وقال موسى أحد منتجي الزهر:" سعر الوزنة لزهر نارنج اي ما يعادل 2 كغ لم يتجاوز من فترة الكورونا عتبة الـ 12 دينارا في حين أن عملية الجني تستغرق يوما كاملا. وأجرة العاملة أو العامل تساوي 30 دينارا ما يكبد الفلاح خسارة واضحة".

وفي تصريحه طالب الفلاح سلطة الإشراف بتسقيف سعر الزهر بما يمكن الفلاح من تغطية مصاريف العناية بأشجاره وجنيها ونقلها. كما طالب بتدخل سلطة الإشراف للحد من تدخل الوسطاء في السوق وتعاقدهم مع وحدات التصنيع.

وأكد المتحدث ذاته أنه في صورة تواصل تدني التسعيرة سيجد نفسه مجبرا مع زملائه الفلاحين على تقليع شجرات النارنج وتغيير اختصاصهم وهو أمر سيقضي على قطاع إنتاج زهر النارنج على غرار ما حصل مع مزارعي الكروم الذين اقتلعوا شجيراتهم هربا من الخسران.

من جهته قال سامي هويدي رئيس الاتخاد المحلي للفلاحة والصيد البحري ببوعرقوب، في تصريح لموزاييك اليوم :" إنه من غير المقبول عدم تطويع القوانين لحماية قطاع الزهر ومنتجيه كاشفا أن وزارة التجارة لا تمتلك التشريع القانوني الذي يخول لها تسقيف منتج مدة بقائه في السوق لا تتجاوز الثلاثة أشهر".

ووفق هويدي فإن هذا العائق القانوني انعكس سلبا على مردودية الفلاح منتج الزهر وجعله في مواجهة دخلاء ووسطاء تتحكم في السوق وتكبد الفلاح العبء الأكبر من الخسارة.

واستنكر هويدي تهميش قطاع ذو بصمة وهوية تونسية يثمنه الغرب بتسعيرة عالية للكغ من زيت النيرولي بينما لا توليه سلطة الإشراف الأهمية اللازمة.
وعلى ضوء ما سبق طالب هويدي والية الجهة بالتسريع في عقد جلسة جهوية تجمع مختلف المتدخلين في القطاع للحد من الخروقات التي تظلم الفلاح وتهدد ديمومة القطاع.

كما طالب هويدي بهيكلة القطاع هيكلة واضحة وبإحياء تعاضدية الزهر في بوعرقوب وبوضع حد لما أسماه ب"تغوّل الوسطاء وهيمنة وحدات تصنيع وتقطير الزهر ".

سهام عمار