منتزه الياسمينة.. كنز الحمامات المهدور!
يمتد منتزه الياسمينة بالحمامات على حوالي ثلاثة هكتارات وسط مدينة الحمامات في إطلالة على البحر والمدينة العتيقة وبرجها الأثري. ويعد منتزه الياسمينة إرثا سياحيا وثقافيا وتاريخيا للجهة، كان على ملك مقيم سويسري أهداه قبل رحيله عن الحياة إلى الدولة التونسية لاستغلاله في نشاط جمعياتي وسياحي، إلا أن هذا الكنز المهدور وفق تعبير الأهالي لم يقع استثماره الى حين اغلاقه بعيد ثورة 2011 ثم تحوّل إلى مرتع للمنحرفين والمخربين.
في مدينة الحمامات التي طوقها الزحف العمراني حتى قضى على كل متنفس أخضر، تمسك مواطنو الجهة من الناشطين جمعياتيا بإعادة إحيائه وتمسكوا بإمكانيات ذاتية لبعث الروح فيه بحثا عن ملاذ للمتقاعدين والرياضيين والعائلات والأطفال.
ومنذ حوالي أسبوع تم فتح جزء من المنتزه لاستقبال المواطنين تحت إشراف جمعية الرياضة المستدامة التي أسسها ثلة من الاساتذة والمواطنين المتقاعدين أصيلي الجهة، دفاعا عن الفضاء الذي احتضن طفولتهم، وفق ما حدثنا مع الأستاذ صلاح الدين عطية الذي رافقنا في جولة رصدت اجتياح الاعشاب للفضاء وتحويله إلى مصب نفايات البناء من قبل المرفق البلدي ومستودع لآليات البلدية وتخريب للنزل الموجود به والمسبح الأولمبي المهمل واشجار النخيل التي تعرضت للحرق.
وفي تصريحه لموزاييك، أكد عطية ثراء المنتزه طبيعيا إذ زرع به مالكه الأصلي وعدد من السياح الذين مروا به في سنوات سابقة أشجارا يندر وجودها في تونس إذ جلبها السياح الأجانب معهم من أماكن مختلفة في العالم.
وفي بضعة أمتار أخرى تحدث عطية رفقة أقرانه من المتطوعين عن ملاعب الكرة الحديدية وكرة الطاولة وكرة السلة وطاولات الشطرنج التي تم تركيزها لإعادة إحياء الفضاء واستعدادا لاستقبال زواره ..
وبنبرة آملة ومتحسرة في الوقت ذاته، وجه عطية نداء إلى القائمين على المرفق البلدي وعلى إدارة شؤون معتمدية الحمامات والمشرفين على قطاع السياحة لمساعدة المتطوعين لازالة الغبار والركام عن "كنز الحمامات المهدور" ولضخ دماء جديدة فيه.
سهام عمار