حلم الهجرة يوقع عشرات الضحايا في عملية تحيّل كبرى
عهّدت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين لفرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالقصرين، بالبحث في ملف شكاية من قبل عدد من الأشخاص من أجل شبهات تحيّل قامت بها شركة في حقهم، بعد وعود بالتوظيف في الخارج بتوفيرها لعقود عمل في الفضاء الأروبي وكندا، مقابل أموال تدفع على أقساط.
ضحايا بالمئات.. ومئات آلاف الدينارات في مهبّ الريح
شهادات متطابقة تحصلت عليها موزاييك، لأربعة أشخاص ممن تعاملوا مع الشركة المشتكى بها، بعدد من جهات البلاد، أكدوا فيها أن عديد الحرفاء دفعوا أموالا للشركة التي تعرف نفسها على كونها مختصة في "الهجرة والتوظيف بالخارج بعقود عمل"، في فترات زمنية سابقة دون حصولهم على ما تعهد به مسؤولو الشركة.
وإن لم يتسن لموزاييك تحديد عدد الأشخاص الذي يشتبه في وقوعهم في عمليات تحيل تحت مسميات "الهجرة والتوظيف بالخارج"، وعلى وعدد من تقدم بشكايات في الغرض، لتوزعهم بين جهات عديدة، ولتوجههم لأكثر من محكمة، فقد اطلعت موزاييك على مجموعات تواصل اجتماعي ضمت ما يفوق 500 شخص، تشكلت من قبل عدد من حرفاء الشركة للمطالبة باسترجاع ما دفعوه من أموال، وهو ما يرجح أن شبهات تحيل قد طالت مئات طالبي الشغل بالخارج.
تواصل عبر صفحة فايسبوك وواتساب و4 أقساط من الأموال تدفع على فترات
وقال المتضرر الأول في شهادته لموزاييك، "اطلعت كغيري من الحرفاء المتضررين الذين قرر جزء منهم مقاضاة الشركة، لعروضها في التوظيف بالخارج عبر فضاءات التواصل الاجتماعي، وخصوصا عبر صفحتها على فايسبوك، التي تجاوز عدد المتفاعلين معها 100 ألف حساب، فضلا عن مرور مسؤولة عن إدارة الشركة في عدد من وسائل إعلام، وتعريفها على كونها "خبيرة في المجال"، وهو ما أكسب خدمات الشركة المعنية "ثقة" في صفوف حرفائها، وفق تقديره.
وشدد على أن السجل التجاري للمؤسسة مستخرج منذ سنة 2015، لافتا إلى أن الأموال تدفع للمؤسسة على ثلاث دفعات، وكل دفعة تناهز 4000 دينار.
استقطاب فوعود ثم تسويف
وفي شهادتها لموزاييك، قالت متضررة ثانية "قبل مجابهتنا بالممطالة والتسويف، قُدرت 'العمولات الوهمية' للشركة بين 4 آلاف دينار إلى 60 ألف دينار، على كل ملف، لمن يتم إقناعهم بأن تأشيرتهم ستكون من الدرجة الاولى "VIP"، بعد استقطابهم من قبل العاملين في الشركة"، فيما يقع صرف الأموال للمؤسسة المذكورة عبر تحويلات لحاسبات الشركة أو لعدد ممن قدموا انفسهم على أنهم مسؤولين عنها أو لعدد من أقاربهم، أو بطريقة مباشرة، وفق ما اطلعت عليه موزاييك من وثائق وصور التقطها عدد من المتضررين.
نهاية التواصل مع الشركة هو اخر شهر ماي قبل غلق مقرها...
بدورها تقول متضررة ثالثة، "إن بداية نهاية التواصل مع الشركة كان في شهر ماي المنقضي، قبل أن يتم إعلامهم بغلق مقرها بسبب إشكال تعرضت له المؤسسة في إحدى ضواحي العاصمة، بعد منح عدد من حرفائها "عقود عمل مزيفة"، ثم إعادة فتح أبوابها ليوم واحد، في إحدى ولايات تونس الكبرى، وغلقه من جديد".
وأمام ما اعتبره حرفاء الشركة تصرفات مشبوهة، قام جزء كبير منهم بالتواصل فيما بينهم، والتقدم بشكاوي في الغرض، وفق المتحدثة نفسها.
"بعد رصد أموال مع كل خطوة... نحن اليوم نلاحق السراب"
من جهتها، أكدت المتضررة الرابعة "أن حوالي 800 شخص كان حلمهم الهجرة النظامية للفضاء الأروبي أو لكندا باتوا يلاحقون سرابا، بعد صرفهم لأموال مع كل خطوة تقدموا فيها مع الشركة، مع عقد الخدمات ثم تقديم الملف وتوفير العقد وغيره، واليوم اختاروا اللجوء للقضاء بسبب ما اعتبروه عملية تحيل كبرى تعرضوا لها".
فيديو تتهم فيه صاحبة "الشركة" شركاءها بالتحيل
بدورها نشرت المرأة التي أكد ضحايا عملية التوظيف الوهمية أنها صاحبة الشركة، على صفحة المؤسسة على فيسبوك، فيديو قالت فيه إنها بدورها "تعرضت لعملية تحيل من قبل وكيلة الشركة وعددا من شركائها"، عبر استعمال شريحة هاتفية تخصّها، ومحاكاة صوتها بالذكاء الاصطناع، في تواصلهم مع الحرفاء.
أرقام هاتف خارج التغطية
من جهة أخرى، حاولت موزاييك الاتصال مرارا بالشركة المعنية عبر أرقام هاتفها المتوفرة على صفحتها الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والتي تعرّف نفسها بكونها "مكتب استشاري"، للحصول على توضيح او رد المسؤولين عنها عن القضية، لكن دون جدوى.
*برهان اليحياوي