'يزي ما سكتنا': إشكاليات صفاقس بين التشخيص والحلول
أجمع ضيوف برنامج ميدي شو اليوم الأربعاء 22 فيفري 2017 والمتدخلون من نواب ونشطاء مجتمع مدني، على أن ولاية صفاقس ومدينتها يعانيان التهميش الإقتصادي والتنموي إضافة إلى مشكل التلوث البيئي المطروح بشدة اليوم، تزامنا مع تحرك احتجاجي تشهده المدينة بمشاركة الأهالي والمجتمع المدني والأحزاب السياسية تحت شعار " يزي ما سكتنا خلي صغارنا تعيش" وهي حملة تدعو إلى إيقاف أنشطة الفسفاط بصفاقس وأساسا معمل 'السياب' (SIAP) الذي يطالب الأهالي بإغلاقه الفوري.
المنصف السلامي: صفاقس مريضة بـ"الفوسفوجيبس"
اعتبر النائب بمجلس نواب الشعب المنصف السلامي أن مدينة صفاقس تعاني من قبل الاستقلال التلوث البيئي الناتج عن الفسفاط، وأكد أن الاستقلال "اهداها شركة أخرى للفسفاط عمّقت التلوث بالجهة". كما أكد وجود تأخر كبير في تحويل مصنع "السياب" من صفاقس. وأضاف أن التلوث ليس المشكل الوحيد، وأنه وجب التطرق إلى اشكاليات أخرى كبرى على غرار المشاريع التنموية المعطلة في مدينة صفاقس والمناطق التي داخل الولاية، ذاكرا "مشروع تابارورا الذي من شأنه التخفيف من الاكتظاظ الكبير الذي تعانيه الجهة".
كما أكد النائب على ضرورة الاهتمام بالمدينة العتيقة التي صارت خالية من السكان وانتشرت بها الصناعات اليدوية، داعيا إلى انشاء مدينة صناعية صغيرة للصناعات اليدوية لحمايتها والحفاظ على المدينة العتيقة وتوفير معايير الحماية والأمن بها. كما أشار إلى القطب التكنولوجي الذي اعتبره "غير مستغل وفارغا رغم وجود برنامج لتطويره ولم ينجز"، كما شدد على أن "الثقافة ميتة في صفاقس والدولة لا تملك رؤية ثقافية للجهة".
شفيق العيادي:يريدون قتل صفاقس اقتصاديا
من جهته، اعتبر النائب عن الجبهة الشعبية شفيق العايدي أن الحكومة تسعى إلى "قتل صفاقس اقتصاديا" وفق تعبيره، مؤكدا أن تحرك الأهالي اليوم والذي يسانده نواب الجهة يأتي للمطالبة بالقطع مع "منظومة الفسفاط بصفاقس وإزالة التلوث عبر غلق مصنع السياب، وللمطالبة بحق المعتمديات الداخلية المحرومة من التنمية والاستثمار" وفق تأكيده.
وأكد العيادي أن صفاقس "محرومة من المشاريع الاستثمارية الإستراتيجية الكبرى" مقابل تركيز هذه المشاريع في جهات أخرى. وأشار إلى أن وفدا عن الجهة كان توجه إلى الحكومة وتقدم لها بأربعة مشاريع للجهة، لم تؤخذ بعين الإعتبار، وهي مشاريع تهم ميناء صفاقس ومطارها "الذي تم قتله"، ويهم مشروع تبرورة الذي أكد أنه مشروع منغلق على الجهة ومرفوض من السكان، كما أكد أن وزير صفاقس يسعى إلى عزل صفاقس من خلال رفضه "ربطها بالجهات الداخلية التي تمثل ظهيرة لها".
المنصف خماخم: مصنع السياب القطرة التي أفاضت الكأس
من جهته، اعتبر رئيس النادي الرياضي الصفاقسي المنصف خماخم، أن مصنع السياب هو القطرة التي أفاضت الكأس، وأن تحرك أهالي صفاقس اليوم "هو صيحة فزع من الأهالي حول الوضع البيئي والإقتصادي الذي تعيشه صفاقس، والتهميش وغياب رؤية تنموية للجهة".
واعتبر خماخم أن ما تعانيه صفاقس اليوم هو مواصلة لتمشي سياسي منذ العهد السابق، معتبرا أن إطلاق اسم "العاصمة الاقتصادية" على صفاقس هو من قبيل التسمية فقط، ولا وجود لذلك على أرض الواقع. وأكد المتحدث أن صفاقس كانت تمثل قاطرة من قاطرات التنمية في تونس، ثم شهدت تأخرا بيئيا وتنمويا جعلها غير قادرة على النمو، وهو "ما يضر الإقتصاد الوطني ككل". وتساءل رئيس النادي الرياضي الصفاقسي عن ما بعد إغلاق السياب، قائلا "هل ستبقى صفاقس القاطرة المعطلة؟ وهل لها الحق في مشاريع تنموية؟"
زياد الملولي: صفاقس تحوّلت إلى قرية كبيرة ولم تعد ولاية
في حين قال عضو تنسيقية البيئة والتنمية المكلف بالتعبئة زياد الملولي، إن تحرك اليوم سيكون تصعيديا نظار إلى "مرور عام على آخر تحرك ولم يقابل إلا بالوعود التي لم تطبّق" واعتبر أن صفاقس "تحوّلت إلى قرية كبيرة ولم تعد ولاية نظرا للتهميش الذي تتعرض له".
وأوضح أن التنسيقية تطالب إلى جانب غلق وتفكيك مصنع السياب وضمان حقوق عماله، باستغلال آلاف الهكتارات التي يستغلها هذا المصنع، وطولها 5600 هكتارا، مشيرا إلى أن من شأن المشاريع الجديدة تشغيل الآلاف من شباب الجهة. وأضاف "صفاقس تملك أكبر شريط ساحلي وأهاليها يتنقلون إلى مدن أخرى للاستجمام والسباحة، وجب خلق شاطئ مجهز وغير ملوث داخل صفاقس".
رضا السعيدي: الشاهد سيزور صفاقس ويعلن جملة من المشاريع
في حين أكد المستشار لدى رئيس الحكومة رضا السعيدي، أن يوسف الشاهد رئيس الحكومة سيزور صفاقس قريبا لاعلان جملة من المشاريع لفائدتها.
وأوضح السعيدي أنه سيتم إيقاف الأنشطة الملوثة لمصنع السياب خلال الأيام القادمة، إضافة إلى تكليف الوكالة الوطنية للمحافظة على البيئة بانجاز دراسة للتثبت من الأنشطة الملوثة في هذا المصنع، مؤكدا أن الدراسة البيئية ستعطي وضوحا في التصور لسواحل صفاقس.
وأضاف السعيدي أنه تمت برمجة محولات جديدة للطرقات بمدينة صفاقس لتخفيف الاختناق المروري، إضافة إلى الطريق السيارة التي سيتم افتتاحها قريبا. كما أعلن وجود مشاريع متعلقة بتهيئة الموانئ ومشاريع تنمية مندمجة، إضافة إلى تحويل محطة المسافرين من مكانها إلى فضاء يحترم تصورا جديدا للمحطة متعددة الوظائف بما فيها الميترو الخفيف، ومشاريع تحلية مياه البحر. إضافة إلى مشروع تهيئة 9 كيلومتر من السواحل لاحداث خط بحري يكون متنفسا لأهالي صفاقس.