مهدي مبروك: الدولة تخلت عن مواطنيها في مجابهة الوباء
قال مهدي مبروك أستاذ علوم اجتماعيّة وعضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا في برنامج ميدي شو اليوم الخميس 15 أفريل 2021 إنّ اللجنة تكونت منذ البداية من أطباء فقط ثمّ تم تعزيزها بثلة من المختصين في العلوم الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية ''لأن الأوبئة لا تعاش كمرض جسمي عضوي بل كمرض يصيب الجسم الاجتماعي'' حسب تعبيره.
وأضاف "هناك خلط بين اللجنة الوطنية لمجابهة كورونا واللجنة العلمية التي تم تنقيح القرار الخاصّ بها والصادر عن وزير الصحة يوم 26 مارس ليصبح دورها إنارة الجهات المكلفة بمجابهة الجائحة من خلال تقديم توصيات تعتمد على مرجعيات علمية مع تقديم آراء علمية حول الوضع الوبائي والتدابير اللازمة لمواجهته وبالتالي لا تتدخل عمليا في عملية المجابهة".
ولفت مبروك إلى أنّه يحدث أحيانا أن تتباين قرارات الحكومة مع توصيات اللجنة العلمية التي تشهد الكثير من الجدل العلمي بين أعضائها، مشيرا إلى أنّ اللجنة توصياتها تكون صحية بحتة في بعض الأحيان تكون قاسية عكس نظرة الحكومة التي تكون شاملة وتراعي القطاع الاقتصادي والمجال التربوي.
وعن تواجده صلب اللجنة، بيّن مهدي مبروك أنّه تم تعزيز اللجنة في الموجة الثانية بعدة اختصاصات لدراسة سلوكيات التونسي على غرار رفض الحجر الصحي وعدم الاعتراف بوجود الفيروس من أساسه، معتبرا أنّ علم النفس والاجتماع ساعدا في فهم هذه الأبعاد للوباء وليس فقط الوضع الصحي ما دفع اللجنة إلى العمل على نشر قناعة أن الوباء ليس ظاهرة فيروسية إنما يُعاش كاختبار قاسي في الوسط الاجتماعي.
أسباب عدم ارتداء الكمامة الطبية
وفي سؤاله عن عدم ارتداء الكمامة، اعتبر أنها ظاهرة عامة تتمتد وتتوسع بسبب تراكمات عديدة من ذلك السلوك الهيكلي في الفضاء العام من ذلك عدم احترام سلطة القانون والتراتيب والاجراءات وعدم الامتثال للقرارات بالتزامن مع ضعف الدولة، وأيضا بسبب عدم الايمان بدور الكمامة في الوقاية، إلى جانب ثقافة "الفتوّة" والاعتقاد أنّ أجسادهم قويّة بما يكفي لمواجهة هذا المرض كما أن الفيروس لا يصيب إلا ضعاف البنية زد على ذلك تراجع المقدرة الشرائية التي اصبحت لا تسمح في كثير من الاحيان بشراء وتجديد الكمامة.
وأقرّ عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا أنّ المواطنين أصبح يخالجهم شعور بعد الاطمئنان والايمان أنه بمثل هذه الاجراءات يمكن مقاومة كورونا وأصبح هناك نوع من الاستهتار والتبجح خاصة أن الدولة لم تقدم المثال "وفي كثير الاحيان لاحظنا أنّ كبار المسؤولين لا يرتدون الكمامات".
لا يمكن تحمبل المواطنين أخطاء النخبة السياسيّة
كما تحدّث مهدي مبروك عن أخطاء النخبة السياسية التي بدت جليّة من خلال تنظيم التظاهرات العامة وحشد المواطنين الأمر الذي كان ينبؤ بموجة ثالثة ولا يمكن تحميل المسؤولية للمواطن.
وقال "الدولة تركت مواطنيها في مجابهة الوباء بمفردهم واكتفت بإجراءات غير كافية عكس عديد الدول الأخرى التي سخرت إمكانياتها لتسهيل العمل عن بعد على سبيل المثال ووفرت الخدمات الاجتماعية والمرافقة النفسية في الحجر الصحي".
الحملات التوعويّة أزمة رافقت الوباء
أكّد مهدي مبروك عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا أنّ الحملات التوعية مثلت أزمة رافقت الوباء وقد نبهت اللجنة إلى ذلك عديد المرات وتعهد وزير الصحة بأن يولي الأمر لوكالة مختصة في الاتصال الصحي "وأنا مقتنع أن ما خذل عمل اللجنة والجهد الوطني هو عدم وجود حملة اتصال واعية فيها الكثير من التجديد والتخطيط المسبق".